﴿مُنِيبٍ﴾؛ أي: مخلص مقبل على طاعة الله، قال في "المفردات": النوب: رجوع الشيء مرّة بعد أخرى، والإنابة إلى الله: الرجوع إليه بالتوبة، وإخلاص العمل.
﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾؛ أي: الدوام والبقاء في الجنة، إذ لا انتهاء له أبدًا، قال الراغب: الخلود: هو تبرّي الشيء عن اعتراض الفساد، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود، كقولهم: الأيّام خوالد، وذلك لطول مكثها، لا لدوام بقائها، والخلود في الجنة بقاء الأشياء على الحالة التي هي عليها من غير اعتراض الكون والفساد عليها.
﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾؛ أي: وعندنا زيادة في النعيم على ما يشاؤون، وقال الراغب: الزيادة أن ينضم إلى ما عليه الشيء من نفسه شيء آخر.
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ﴾: القرن الجيل من الناس، والقوم المتقرنون في زمان.
﴿فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ﴾ قال في "القاموس": نقَّب في الأرض ذهب، كأنقب ونقب، وعن الأخبار: بحث عنها أو أخبر بها، والنقب: الطريق في الجبل؛ أي: ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمكاسب، ويقال لمن طوف في الأرض: نقب فيها، قال أمرؤ القيس:
فَقَدْ نَقَّبْتُ فِيْ الآفَاقِ حَتَّى | رَضِيْتُ مِنَ الْغَنِيْمَة بِالإِيَابِ |
﴿لَذِكْرَى﴾؛ أي: تذكرةً.