﴿يُوحَى﴾ صفة موكدة لوحي، رافعة لاحتمال المجاز، مفيدة للاستمرار التجددي يعني: أن فائدة الوصف التنبيه على أن وحي حقيقة، لا أنه يسمى به مجازًا. والوحي قد يكون اسمًا بمعنى الكتاب الإلهي، وقد يكون مصدرًا. وله معان: الإرسال، والإلهام، والكتابة، والكلام، والإشارة، والإفهام.
ومنها: إضافة الصفة المشبهة إلى مرفوعها في قوله: ﴿شَدِيدُ الْقُوَى﴾ وحذف الموصوف؛ أي: ملك شديد قواه.
ومنها: فن القلب في قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)﴾ وهو من المقلوب الذي تقدم فيه ما يوضحه التأخر، وتأخر ما يوضحه التقديم؛ أي: تدلى فدنا. لأنه تدلى للدنوّ، ودنا بالتدلي.
ومنها: الإبهام للتعظيم والتهويل في قوله: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)﴾ ومثله: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)﴾، وكذلك قوله: ﴿فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (٥٤)﴾.
ومنها: الاستفهام التوبيخي مع الإزراء بعقولهم في قوله: ﴿أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢)﴾. والاستفهام الإنكاري في قوله: ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢)﴾.
ومنها: الإضمار قبل الذكر في قوله: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ﴾ لغاية ظهوره، كما في قوله تعالى: ﴿مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾؛ أي: على ظهر الأرض. والمراد بالعبد المشرف بالإضافة إلى الله: هو الرسول - ﷺ -، كما في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾.
ومنها: تمثيل ملكة الاتصال، وتحقيق استماعه لما أوحي إليه بنفي البعد الملبس من قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا﴾ إلى قوله: ﴿أَوْ أَدْنَى﴾. وفيه أيضًا: الجناس المغاير بين: ﴿دَنَا﴾ ﴿أَدْنَى﴾.
ومنها: الجناس المماثل بين ﴿يَرَى﴾، و ﴿رَأَى﴾ في قوله: ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ﴾.
ومنها: إضافة الموصوف إلى الصفة في قوله: ﴿جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾؛ أي: الجنّة التي يأوي إليها المتقون، فهو مثل: مسجد الجامع كما مرّ.


الصفحة التالية
Icon