ذلك المحذوف، ﴿من هذا الحديث﴾ متعلق بـ ﴿تعجَبُونَ﴾ وجملة ﴿تعجَبُونَ﴾ معطوفة على تلك المحذوفة، والتقدير: أتكذّبون نبوة محمد - ﷺ - فتعجبون من هذا الحديث. والجملة المحذوفة جملة إنشائية، لا محل لها من الإعراب. ﴿وَتَضْحَكُونَ﴾ فعل، وفاعل، معطوف على ﴿تَعْجَبُونَ﴾، ﴿وَلَا تَبْكُونَ﴾ معطوف على تضحكون، أو الجملة حال من فاعل ﴿تَضْحَكُونَ﴾. ﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (٦١)﴾ مبتدأ وخبر. والجملة في محل النصب، حال من فاعل ﴿تَبْكُونَ﴾. ﴿فَاسْجُدُوا﴾ الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا كان شأن المشركين وحالهم ما ذكر، وأردتم بيان ما هو اللازم لكم.. فأقول لكم اسجدوا لله. ﴿اسْجُدُوا﴾ فعل أمر، مبنيّ على حذف النون، والواو: فاعل، ﴿لِلَّهِ﴾ متعلق بـ ﴿اسْجُدُوا﴾. والجملة في محل النصب، مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأتفة. ﴿وَاعْبُدُوا﴾ فعل، وفاعل، معطوف على ﴿اسْجُدُوا﴾ من عطف العام على الخاص.
التصريف ومفردات اللغة
﴿تَوَلَّى﴾؛ أي: أعرض عن اتباع الحق، والثبات عليه. ﴿وَأَكْدَى﴾؛ أي: قطع العطاء، وأمسك بخلًا، من أكدى الحافر؛ أي: حافر البئر إذا بلغ الكدية؛ أي: الصلابة كالصخرة، فلا يمكنه أن يحفر، ثم استعمل في كل من طلب شيئًا فلم يصل إليه، فلم يتممه، ولم يبلغ آخره. وفي "القاموس": أكدى بخل، أو قل خيره، أو قل عطاءه. وأصل ﴿تَوَلَّى﴾ تولي بوزن تفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وكذلك أصل ﴿أَعْطَى﴾ أعطى قلبت الياء التي أصلها واو ألفًا لتحركها بعد فتح، وإنما قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة. وكذلك أصل ﴿أَكْدَى﴾ أكدي بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦)﴾ جمع صحيفة. قال الراغب: الصحيفة: المبسوطة من كل شيء، كصحيفة الوجه، والصحيفة التي كان يكتب فيها. وجمعها صحائف، وصحف. والمصحف: ما جعل جامعًا للصحف المكتوبة. وقال القهستاني: المصحف مثلث الميم ما جمع فيه قرآن، والصحف.
﴿وَفَّى﴾ يقال: أوفاه حقه، ووفاه بمعنى؛ أي: أعطاه تامًّا وافيًا. ويجوز أن يكون التشديد فيه للتكثير والمبالغة في الوفاء بما عاهد الله.