الكفر، وإشعارًا بعلة الحكم. والفاء لترتيب ثبوت الويل لهم على أنَّ لهم عذابًا عظيمًا. كما أنَّ الفاء الأولى لترتيب النهي عن الاستعجال على ذلك؛ أي: فويل لهم من حلول ذلك العذاب الذي وعدوه يوم القيامة. حين لا تغني نفس عن نفس شيئًا ولا هم ينصرون.
وقرأ يعقوب (١): ﴿لِيَعْبُدُونِي﴾، ﴿أَنْ يُطْعِمُونِي﴾، ﴿فلا يستعجلوني﴾ بالياء وقفًا ووصلًا. ووافقه سهل في الوصل. وقرأ الباقون بغير ياء في الحالين.
الإعراب
﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤)﴾.
﴿قَالَ﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر يعود على إبراهيم، والجملة مستأنفة ﴿فَمَا﴾ الفاء: فاه الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، تقديره: إن كنتم ملائكة كما تقولون فأقول لكم: ما خطبكم وشأنكم. ﴿ما﴾ اسم استفهام في محل الرفع، مثلًا ﴿خَطْبُكُمْ﴾ خبره. ﴿أَيُّهَا﴾ ﴿أيّ﴾: منادى نكرة مقصودة، حذف منه حرف النداء للتخفيف، والهاء حرف تنبيه زائد، ﴿الْمُرْسَلُونَ﴾ صفة لـ ﴿أيّ﴾، أو بدل منها. والجملة الاسمية في محل النصب، مقول لجواب إذا المقدَّرة، وجملة إذا المقدرة في محل النصب، مقول ﴿قَالَ﴾. ﴿قَالُوا﴾ فعل، وفاعل. والجملة مستأنفة. ﴿إِنَّا﴾ ناصب واسمه، ﴿أُرْسِلْنَا﴾ فعل ماض مغير، ونائب فاعل، ﴿إِلَى قَوْمٍ﴾ متعلق به، ﴿مُجْرِمِينَ﴾ صفة لـ ﴿قَوْمٍ﴾. والجملة الفعلية في محل الرفع خبر ﴿إنّ﴾ في محل النصب، مقول ﴿قَالُوا﴾. ﴿لِنُرْسِلَ﴾ ﴿اللام﴾ حرف جر وتعليل، ﴿نرسل﴾ فعل مضارع، منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، وفاعله ضمير يعود على الملائكة، ﴿عَلَيْهِمْ﴾ متعلق بـ ﴿نرسل﴾، ﴿حِجَارَةً﴾ مفعول به، ﴿مِنْ طِينٍ﴾ صفة لـ ﴿حِجَارَةً﴾. والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام؛ أي: لإرسالنا عليهم حجارة من طين. الجار والمجرور متعلق بـ ﴿نرسل﴾. ﴿مُسَوَّمَةً﴾ صفة ثانية لـ ﴿حِجَارَةً﴾، ﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾ ظرف متعلق بمسوَّمة، ﴿لِلْمُسْرِفِينَ﴾ متعلق به أيضًا.