للحب المأكول ريحان كما في قوله: ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ﴾. وقيل: للأعرابيّ: إلى أين؟ قال: أطلب ريحان الله؛ أي: رزقه. والأصل: ما ذكرنا، انتهى. والريحان عند الفقهاء: ما لساقه رائحة طيبة كما لورقه. كالآس. والورد: ما لورقه رائحة طيبة نقط، كالياسمين. كذا في المغرب. قال ابن الشيخ: الريحان: كل بقلة طيبة الرائحة، سميت ريحانًا لأن الإنسان يراح لها رائحة طيبة؛ أي: يشم، يقال: راح الشيء يراحه، وبرحيه، وأراح الشيء يريحه إذا وجد ريحه، والريحان في الأصل: ريوحان كفيعلان، من روح، فقلبت الواو ياء وأدغم، ثم خفف بحذف عين الكلمة كما في ميت، أو كفوعلان قلبت واوه ياء للتخفيف أو للفرق بينه وبين الروحان. وهو ما له روح.
﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا﴾ الآلاء جمع إلى بكسر الهمزة وسكون اللام، كحمل وأحمال وأجمع ألى بضم الهمزة وسكون اللام كقفل وأقفال أو جمع إلى كمعي وأمعاء، أو جمع ألى كعصي. أربع لغات. أصله: أألا أبدلت الياء همزة لتطرفها إثر ألف زائدة، وأبدلت الهمزة الساكنة الثانية حرف مد لوقوعها إثر فتح، فصار آلاء. وتكرار هذه الآية في هذه السورة لطرد الغفلة، وتأكيد الحجة، وتذكير النعمة، وتقريرها. كما في قوله:

لَا تَقْطَعَنَّ الصَّدِيْقَ مَا طَرَفَتْ عَيْنَاكَ مِنْ قَوْلٍ كَاشِحٍ أَشِرِ
وَلاَ تَمَلَّنَّ مِنْ زَيارَتهِ زُرْهُ وَزُرْهُ زُرْ ثمَّ زُرْ وَزُرِ
﴿صَلْصَالٍ﴾ والصلصال: الطين اليابس له صلصلة؛ أي: صوت ليبسه إذا نقر. ﴿كَالْفَخَّارِ﴾ الفخار: الخزف. وهو الطين المطبوخ بالنار كالآجر. ﴿الْجَانَّ﴾ أبو الجنّ. وأل فيه للجنس. ﴿مِنْ مَارِجٍ﴾ المارج: اللهب الصافي الذي لا دخان فيه. وقيل: هو المختلط بسواد النار من مرج الشيء إذا اضطرب، واختلط. ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ﴾؛ أي: مشرقي الشمس صيفًا وشتاءً. ﴿وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ أي: مغربيهما كذلك.
﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾؛ أي: أرسلهما، وأجراهما من قولك: مرجت الدابة في المرعى؛ أي: أرسلتها فيه. وقيل: معنى ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾؛ أي: خلطهما العذب والملح في مرأى العين. ومع ذلك لا يتجاوز أحدهما على الآخر، وأصل المرج: الإهمال كما تمرج الدابة في المرعى. وفي "المصباح": والمرج أرض ذات نبات


الصفحة التالية
Icon