ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ لأن الوضع حقيقة في الترك، فاستعاره للتشريع. فاشتق من الوضع بمعنى التشريع وضع بمعنى شرع على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: ذكر الخاص في قوله: ﴿وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ بعد العام في قوله: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾ إظهارًا لمزيته لما فيه من كثير الفوائد، كما مرّ.
ومنها: التكرير في قوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣)﴾ تقريرًا للنعم المعدودة، وتأكيدًا في التذكير بها كلها.
ومنها: الجناس المماثل بين الوزن والميزان في قوله: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (٩)﴾.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (٨)﴾ لأنّه على تقدير لام العلة؛ أي: لئلا تطغوا.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٢٤)﴾؛ أي: كالجبال في العظم. فقد ذكر أداة الشبه، وحذف وجه الشبه.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾؛ أي: ذاته. فإنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
ومنها: المقابلة بين الفناء والبقاء اللذين هما ضدان في قوله: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)﴾ ويسمى هذا فن الافتنان، وهو أن يأتي المتكلم في كلامه بفنين إما متضادين كما هنا أو مختلفين أو متفقين، وقد جمع سبحانه بين التعزية والفخر إذ عَزّى جميع المخلوقات، وتمدح بالانفراد بالبقاء بعد فناء الموجودات مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١)﴾ حيث شبه انتهاء الدنيا، وما فيها من تدبير شؤون الخلق بالأمر والنهي، والإماتة، والإحياء، والمنع، والإعطاء، ومجيء أمر الآخرة من الأخذ في الجزاء، وإيصال الثواب والعقاب إلى المكلفين، وبقاء شأن واحد. وهو محاسبة الإنس والجن بفراغ من


الصفحة التالية
Icon