أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)﴾ سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم بسند فيه من لا يعرف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)﴾ شق ذلك على المسلمين، فنزلت: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" بسند فيه نظر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ وذكر فيها ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)﴾ قال عمر: يا رسول الله ثلة من الأوّلين وقليل منَّا. فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزلت: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾. فقال رسول الله - ﷺ -: "يا عمر تعال، فاسمع ما أنزل الله تعالى، أنزل: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾ ". وأخرجه ابن حاتم عن عروة بن رويم مرسلًا.
قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧)﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه، والبيهقي في "البعث" عن عطاء ومجاهد قالا: لمّا سأل أهل الطائف الوادي يحمى لم، وفيه عسل ففعل، وهو واد معجب، فسمعوا الناس يقولون: إن في الجنة كذا وكذا. قالوا: يا ليت لنا في الجنّة مثل هذا الوادي، فأنزل الله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨)...﴾ الآيات.
وأخرج البيهقي من وجه اخر عن مجاهد قال: كانوا يعجبون بوج "واد بالطائف"، وظلاله، وطلحه، وسدره. فأنزل الله: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)﴾.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)﴾ وانتصاب ﴿إِذَا﴾ بجوابها المحذوفة، تقديره: إذا