الفكاهة عن أنفسكم. وهي المسرة. ورجل فكه، منبسط النفس، غير مكترث بشيء. وتفكه من أخوات تحرج وتحوب.
وقرأ الجمهور (١): ﴿فَظَلْتُمْ﴾ بفتح الظاء مع لام واحدة. وقرأ أبو حيوة، وأبو بكر في رواية الفيكي عنه بكسرها كما قالوا: مسست بفتح الميم وكسرها. وحكاها الثوريّ من ابن مسعود، وجاءت عن الأعمش، وقرأ ابن عباس، والجحدري ﴿فظللتم﴾ بلامين. أولاهما مكسورة على الأصل. وقرأ الجحدري أيضًا بفتحها. وهي لغة. والمشهور: ظللت بالكسر. وقرأ الجمهور ﴿تَفَكَّهُونَ﴾ بالهاء. وقرأ أبو حزام العكلي: ﴿تفكنون﴾ بالنون بدل الهاء؛ أي: تندمون. قال ابن خالويه: ﴿تفكه﴾ تعجب تفكن تندم وفي "المصباح": التفكن: التندم. ومنه: الحديث: "مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء، ويتركها القرباء. فبينا هم إذ غار ماؤها، فانتفع بها قوم يتفكنون" أي يتندمون. والحمة: العين الحارة من الحمم. وهو الماء الحار يستشفي به الأعلاء والمرضى.
٦٦ - وقوله: ﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦)﴾ مقول لقول محذوف وقع حالًا من فاعل ﴿تَفَكَّهُونَ﴾؛ أي: فظلتم تفكهون حال كونكم قائلين: إنا لملزمون غرامة ما أنفقنا، والغرامة أن يلزم الإنسان ما ليس في ذمته، وعليه. كما في "المغرب". أو مهلكون بهلاك زرعنا، أبو بشؤم معاصينا، أو معذبون عن الغرام، وهو أشد العذاب. قال الشاعر:

إِنْ يعَذِّبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْطِ جِزِيْلًا فَإنَّهُ لَا يُبَالِيْ
وقرأ الجمهور (٢): ﴿إِنَّا﴾ بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ الأعمش، وأبو بكر، والجحدري، والمفضل، وزر بن حبيش بهمزتين على الاستفهام.
والظاهر من السياق المعنى الأول (٣). أعني: ملزمون غرما بما هلك من زرعنا، أي: إنا لمغرمون بذهاب ما حرثناه، ومصيره حطامًا. جمع مغرم. والمغرم: الذي ذهب ماله بغير عوض،
٦٧ - ثم أضربوا عن قولهم هذا، وانتقلوا فقالوا:
(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon