أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه بن أبي شيبة في "المصنف" عن عبد العزيز بن أبي روّاد: أن أصحاب النبي - ﷺ - ظهر فيهم المزاح والضحك.. فنزلت هذه الآية: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾... الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: كان أصحاب النبي - ﷺ - قد أخذوا في شيء من المزاح، فأنزل الله: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ...﴾ الآية.
وأخرج عن السدي عن القاسم قال: مل أصحاب رسول الله - ﷺ - ملة، فقالوا: حدثنا يا رسول الله. فأنزل الله: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾. ثم ملوا ملة، فقالوا: حدثنا يا رسول الله. فأنزل الله: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ...﴾ الآية.
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: لما قدم أصحاب رسول الله - ﷺ - المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد أن كانوا في جهد جهيد. فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه، فعوتبوا، فنزلت الآية.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ﴾؛ أي: نزه لله سبحانه وتعالى، وقدسه عن كل ما لا يليق به ذاتًا وصفات وأفعالًا، ومجده، وعظمه بكل الكمالات ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: جميع المخلوقات في السموات والأرض حيوانًا وجمادًا عقلاء وغير عقلاء، إما بلسان المقال أو بلسان الحال.
ومعنى التسبيح (٢): هو تنزيه الله تعالى اعتقادًا وقولًا وفعلًا عمَّا لا يليق بجنابه سبحانه (٣)، عبر هنا، وفي الحشر والصف بالماضي، وفي الجمعة والتغابن بالمضارع، وفي الأعلى بالأمر، وفي الإسراء بالمصدر استيعابًا للجهات المشهورة

(١) لباب النقول.
(٢) روح البيان.
(٣) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon