الحديد في ست آيات من أولها. فإذا علقت على المقاتل في الصف لم ينفذ إليه حديد، كما في فتح الرحمن. ولكن لا أصل له.
٧ - ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ﴾؛ أي: صدقوا بوحدانية الله يا معشر الكفار ﴿وَ﴾ صدقوا برسالة ﴿رَسُولِهِ﴾ - ﷺ -. وهذا خطاب لكفار العرب. ويجوز أن يكون خطابًا للجميع، ويكون المراد بالأمر بالإيمان في حق المسلمين: الاستمرار عليه أو الإزدياد منه.
ثم لما أمرهم بالإيمان أمرهم بالإنفاق في سبيل الله فقال: ﴿وَأَنْفِقُوا﴾؛ أي: واصرفوا أيها المؤمنون في طاعة الله ﴿مِمَّا جَعَلَكُمْ﴾؛ أي: من المال الذي جعلكم الله تعالى ﴿مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾؛ أي؛ خلفاء في التصرف فيه من غير أن تملكوه حقيقةً. فإن المال مال الله، والعباد خلفاء الله في أمواله فعليهم أن يصرفوها فيما يرضيه.
عبر (١) عما بأيديهم من الأموال والأرزاق بذلك تحقيقًا للحق، وترغيبًا لهم في الإنفاق. فإن من علم أنها لله، وأنه بمنزلة الوكيل والنائب بحيث يصرفوها إلى ما عينه الله تعالى من المصارف.. هان عليه الإنفاق أو جعلكم خلفاء من قبلكم فيما كان بأيديهم بتوريثه إياكم، فاعتبروا بحالهم حيث انتقل منهم إليكم، وسينتقل منكم إلى من بعدكم، فلا تبخلوا به. قال الشاعر:

وَيَكْفِيْكَ قَوْلُ النَّاسِ فِيْمَا مَلَكْتَهُ لَقَدْ كَانَ هَذَا مَرَّةً لِفُلَانِ
فلا بد من إنفاق الأموال التي هي للغير، وستعود إلى الغير. فكما أن الإنفاق من مال الغير يهون على النفس إذا أذن فيه صاحبه، فكذا من المال الذي على شرف الزوال.
روي: أن الآية نزلت في غزوة ذي العشيرة، وهي غزوة تبوك، والظاهر (٢) أن معنى الآية: الترغيب في الإنفاق في الخير، وما يرضاه الله على العموم. وقيل: هو خاص بالزكاة المفروضة، ولا وجه لهذا التخصيص.
ومعنى الآية: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾؛ أي: (٣) أقروا بوحدانية الله، وصدقوا
(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٣) المراغي.


الصفحة التالية
Icon