كما لا تسمى مائدة ما لم يكن عليها طعام. ﴿لَا لَغْوٌ﴾ قال الراغب: اللغو من الكلام: ما لا يعتد به. وهو الذي يورد لا عن روية وفكر، فيجري مجرى اللغا. وهو صوت العصافير، كما مرّ.
﴿وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ والتأثيم: فعل ما يأثم فاعله؛ أي: ينسب إلى الإثم لو فعله في دار التكليف من الكذب، والسب، والفواحش.
﴿وَيَطُوفُ﴾ من الطواف. وهو المشي حول الشيء، والدوران به. ومنه: الطائف لمن يدور حول البيوت حافظًا لها. أصله: يطوف بوزن يفعل بضم العين نقلت حركة ﴿الواو﴾ إلى الطاء فسكنت إثر ضمة، فصارت حرف مد.
﴿غِلْمَانٌ﴾ جمع غلام. وهو الطار الشارب. ﴿كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ﴾ واللؤلؤ: جوهر بحري أبيض براق. ﴿مَكْنُونٌ﴾؛ أي: مصون محفوظ في صدفه، ووعائه الذي خلق فيه.
﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧)﴾ فيه إعلال بالقلب. أصله: وقينا، تحركت الياء وانفتح ما قبلها، قلبت ألفًا. وفي "المفردات": السموم في الأصل: الريح الحارَّة التي تؤثر تأثير السم، فأطلقت على جهنم لنفوذ حرها في المسام كالسموم.
﴿إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ قال الراغب: البر: خلاف البحر، وتصور منه التوسع، فاشتق منه البر؛ أي: التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك تارة إلى الله تعالى. نحو: إنه هو البر الرحيم، وإلى العبد تارة فيقال: بر العبد ربه، أي: توسع في طاعته. فمن الله الثواب، ومن العبد الطاعة.
﴿بِكَاهِنٍ﴾ وفي "المفردات": الكاهن الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن كالعراف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك، ولكون هاتين الصّناعتين مبنيتين على الظن الذي يخطىء ويصيب. قال - ﷺ -: "من أتى عرافًا أو كاهنًا.. فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل الله على محمد". ويقال: كهن فلان كهانة إذا تعاطي ذلك، وكهن إذا تخصص بذلك، وتكَّهن تكلف ذلك وفي القاموس كهن له كجعل ونصر وكرم، كهانة بالفتح، وتكهن تكهنًا وتكهينًا قضى له بالغيب، فهو كاهن. والجمع كهنة، وكهان، وحرفته الكهانة بالكسر، انتهى.


الصفحة التالية
Icon