﴿عَلَى أُصُولِهَا﴾: جمع: أصل، وهو ما يتشعب منه الفرع. ﴿وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾؛ أي: وليذلهم. يقال: خزي الرجل لحقه انكسار، إما من نفسه؛ وهو: الحياء المفرط ومصدره الخزاية، وإما من غيره وهو ضرب من الاستخفاف، ومصدره الخزي. اهـ. "روح".
﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ﴾ قال المبرد: يقال: فاء يفيء إذا رجع، وأفاءه الله إليه؛ أي: رده وصيره إليه. والفيء لغة: الرجوع، وشرعًا: ما أخذ من أموال الكفار من غير قتال، ولا إيجاف خيل ولا ركاب، كأموال بني النضير. ﴿فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ﴾ يقال: وجف الفرس والبعير يجف وجفًا وجيفًا إذا أسرع، وأوجفه صاحبه إذا حمله على السير السريع. وفي "القاموس": الوجيف: ضرب من سير الخيل والإبل. والخيل: جماعة الأفراس، لا واحد له، أو واحده خائل؛ لأنه يختال، والجمع: أخيال، وخيول، كما في "القاموس". وقال الراغب: الخيلاء: التكبر، من تخيل فضيلة تتراءى لنسان من نفسه. ومنها: تتأول لفظة الخيل لما قيل: إنه لا يركب أحد فرسًا إلا وجد في نفسه نخوة. وللخيل نوعان: عتيق وهجين:
فالعتيق: ما أبواه عربيان؛ سمي بذلك لعتقه من العيوب وسلامته من الطعن فيه بالأمور المنقصة، وسميت الكعبة بالبيت العتيق لسلامتها من عيب الرق؛ لأنه لم يملكها ملك قط.
والهجين: الذي أبوه عربي وأمه عجمية. والفرق: أن عظم البرذونة أعظم من عظم الفرس، وعظم الفرس أصلب وأثقل، والبرذونة أحمل من الفرس، والفرس أسرع منه، والعتيق بمنزلة الغزال، والبرذونة بمنزلة الشاة.
﴿وَلَا رِكَابٍ﴾ والركاب: ما يركب من الإبل خاصة، واحدتها راحلة، ولا واحد لها من لفظها. والعرب لا تطلق لفظ الراكب، إلا على راكب البعير، ويسمون راكب الفرس فارسًا. قال في "المفردات": الركوب في الأصل: كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السفينة والراكب اختص في التعارف بممتطي البعير، جمعه: ركب وركبان وركوب، واختص الركاب بالمركوب، انتهى.
﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ﴾؛ أي: على أعدائه من غير قتال، ولا مصاولة، بل بإلقاء الرعب في القلوب، فيكون الفيء للرسول يصرفه في مصارفه التي ستعلمها