بعد. ﴿مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾؛ أي: من أهل البلدان التي تفتح هكذا بلا قتال. ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾؛ أي: لبني هاشم وبني المطلب، والقربى: مصدر سماعي، لقرب قربًا وقربى؛ أي: قرابة. ﴿وَالْيَتَامَى﴾: جمع يتيم. واليتم: انقطاع الصبي عن أبيه قبل بلوغه، وفي سائر الحيوانات من قبيل أمه.
﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾: جمع مسكين، ويفتح ميمه، وهو من لا شيء له، أو له ما لا يكفيه. سمي بذلك؛ لأن الفقر أسكنه؛ أي: قلل حركته، وهو من السكون، فنونه أصلية لا نون جمع، ولذلك تجري عليه حركات الإعراب الثلاثة. ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾؛ أي: المسافر البعيد عن ماله، وسمي به لملازمته له، كما تقول لِلُصِّ القاطع: ابن الطريق، وللمعمر: ابن الليالي، ولطير الماء: ابن الماء، وللغراب: ابن دأبة، بإضافة الابن إلى دأبة البعير؛ لكثرة وقوعه عليها إذا دبرت، والدأبة: الجنب.
﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً﴾ بضم الدال وقرىء بفتحها، وهي: ما يدول للإنسان؛ أي: يدور، من الغنى، والجد والغلبة. قال المبرد: الدولة - بالضم -: الشيء الذي يتداوله القوم بينهم، يكون كذا مرة وكذا أخرى. والدولة - بالفتح -: انتقال حال سارة من قوم إلى قوم؛ أي: فالأول: اسم لما يتداول من المال والثانية: اسم لما ينتقل من الحال.
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا﴾: النزول في المكان، ومنه: المباءة للمنزل. وأصل البواء: مساواة الأجزاء في المكان، خلاف النبو الذي هو منافاة الأجزاء يقال: مكان بواء إذا لم يكن نابيًا بنازله، وبوأت له مكانًا: سويت. والمراد بالدار: المدينة. والمراد بالحاجة: الحسد والغيظ. ﴿أُوتُوا﴾؛ أي: أعطي المهاجرون دون الأنصار. ﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾؛ أي: يقدمون ويفضلون. ﴿خَصَاصَةٌ﴾ والخصاصة: الحاجة، من خصاص البيت، وهو ما يبقى بين عيدانه من الفرج، وكذا كل خرق في منخل أو باب أو سحاب أو برقع. ﴿شُحَّ نَفْسِهِ﴾ والشح: اللؤم، وهو: أن تكون النفس كزة حريصة على المنع. قال شاعرهم:
يُمَارِسُ نَفْسًا بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَزَّةً | إِذَا هَمَّ بِالمَعْرُوْفِ قَالَتْ لَهُ مَهْلًا |