تَرْجِعُوهُنَّ}؛ أي: لا تردوهن، من المرجع بمعنى: الرد، لا من الرجوع، كما مر. ﴿حِلٌّ لَهُمْ﴾: وزنه فعل بكسر الفاء، فهو لفيف، وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد. ﴿يَحِلُّونَ﴾ أصله: يحللون، بوزن يفعلون، نقلت حركة اللام الأولى إلى الحاء، فسكنت فأدغمت في اللام الثانية. ﴿وَآتُوهُمْ﴾ أصله: أأتيوهم، بوزن أفعلوهم، نظير: أكرموهم، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة ألفًا حرف مدّ مجانسًا لحركة الأولى، ثم حذفت حركة الياء للتخفيف، وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وضمت التاء لمناسبة الواو، فصار آتوهم، ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ﴾ يقال: جنحت السفينة؛ أي: مالت إلى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جُناحًا، ثم سمي كل إثم جُناحًا. ﴿بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾ والعصم: جمع عصمة، وهي: ما يعتصم به، من عقد وسبب، وهي هنا عقد النكاح. والكوافر: جمع كافرة، كضوارب في ضاربة.
﴿وَإِنْ فَاتَكُمْ﴾: فيه إعلال بالقلب، أصله: فوتكم، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. والفوت: بُعد الشيء عن الإنسان بحيث يتعذر إدراكه. ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾: من العقبة، وهي النوبة، والمعاقبة: المناوبة. يقال: عاقب الرجل صاحبه في كذا؛ أي: جاء فعل كل واحد منهما بعقب فعل الآخر. والمعنى: وجاءت عقبتكم ونوبتكم من أداء المهر. ﴿وَلَا يَسْرِقْنَ﴾ والسرقة: أخذ ما ليس له أخذه خفية. ﴿وَلَا يَزْنِينَ﴾ والزنا: وطء المرأة من غير عقد شرعي أو ملك يمين، يقصر، وإذا مد.. يصح أن يكون مصدر المفاعلة. ﴿وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ﴾ والبهتان: الكذب الذي يبهت المكذوب عليه؛ أي: يدهشه ويجعله متحيرًا، فيكون أقبح أنواع الكذب. وهو في الأصل مصدر، يقال: بهت زيد عمرًا بهتًا وبهتًا وبهتانًا؛ أي: قال عليه ما لم يفعله، فزيد باهت وعمرو مبهوت، والذي بهت به مبهوت به. وإذا قالت لزوجها: هذا ولدي منك، لصبي التقطته.. فقد بهتته به؛ أي: قالت عليه ما لم يفعله، جعله نفس البهتان ثم وصفه بكونه مفترى مبالغة في وصفهن بالكذب. ﴿يَفْتَرِينَهُ﴾ الافتراء: الاختلاق. يقال: فرى فلان كذبًا إذا خلقه، وافتراه اختلقه. ﴿فِي مَعْرُوفٍ﴾ والمعروف: ما عرف، حسنه من قبل الشرع، وفي "النهاية": المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والإحسان إلى الناس، وكل ما أمر به الشرع ونهى عنه. اهـ. "شهاب".
﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ﴾ والاستغفار: طلب المغفرة للذنوب والستر للعيوب، كما مر.


الصفحة التالية
Icon