والجمهور بالضم.
٢ - ثم وصف الرسول - ﷺ - بصفات المدح والكمال، فقال: ﴿هُوَ﴾ سبحانه وتعالى الإله ﴿الَّذِي بَعَثَ﴾ وأرسل ﴿فِي الْأُمِّيِّينَ﴾ في الأقوام الذين لا يكتبون ولا يقرؤون، وهم العرب. ﴿رَسُولًا﴾ كائنًا ﴿مِنْهُمْ﴾؛ أي: من جملتهم وجنسهم ونسبهم، عربيًا أميًا مثلهم، وما كان حي من أحياء العرب إلا ولرسول الله - ﷺ - فيهم قرابة. ووجه الامتنان بكونه منهم: أن ذلك أقرب إلى الموافقة؛ لأن الجنس أميل إلى جنسه وأقرب إليه. والمراد بالأميين: العرب، من كان يحسن الكتابة منهم ومن لا يحسنها؛ لأنهم لم يكونوا أهل كتاب. والأمي في الأصل: من لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وكان غالب العرب كذلك.
والأميون (١): جمع أمي، منسوب إلى أمة العرب. وهم قسمان: إسماعيلي ويمني. فعرب الحجاز من عدنان ترجع إلى إسماعيل عليه السلام، وعرب اليمن ترجع إلى قحطان. وكل منهم قبائل كثيرة. والمشهور عند أهل التفسير: أن الأميّ: من لا يكتب ولا يقرأ من تاب، كما مرّ، وعند أهل الفقه: من لا يعلم شيئًا من القرآن، كأنه بقي على ما تعلمه من أمه من الكلام الذي يتعلمه الإنسان بالضرورة عند المعاشرة. والنبي الأميّ منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا؛ لكونه على عاداتهم، كقولك: عاميّ لكونه على عادة العامّة. وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكتب ولم يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه واعتماده على ضمان الله له عنه بقوله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)﴾. وقيل: سمي بذلك بالنسبة إلى أم القرى. وفي "كشف الأسرار": سمي العرب أميين لأنهم كانوا على نعت أمهاتهم مذ كانت، بلا خط ولا كتاب نسبوا إلى ما ولدوا عليه من أمهاتهم؛ لأن الخط والقراءة والتعلم دون ما جبل الخلق عليه. ومن يحسن الكتابة من العرب فإنه أيضًا أميّ؛ لأنه لم يكن لهم في الأصل خط ولا كتابة.
قيل: بدئت الكتابة بالطائف، تعلمها ثقيف وأهل الطائف من أهل الحيرة - بكسر الحاء وسكون التحتانية - بلد قرب الكوفة، وأهل الحيره أخذوها من أهل الأنبار، وهي مدينة قديمة على الفرات، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. ولم يكن