﴿الكاف﴾: فيه زائدة كما في "الكواشي". والحمار: حيوان معروف يعبر به عن الجاهل، كقولهم: هو أكفر من الحمير؛ أي: أجهل؛ لأن الكفر من الجهالة. فالتشبيه لزيادة التحقير والإهانة، ولنهاية التهكم والتوبيخ بالبلادة؛ إذ الحمير تذكر بها. والبقر وإن كان مشهورًا بالبلادة إلا أنه لا يلائم الحمل. ولقد أجاد من قال:
تَعَلَّمْ يَا فَتَى فَالْجَهْلُ عَارٌ | وَلَا يَرْضَى بِهِ إِلَّا حِمَارُ |
وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِيْ | فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قُلْتُ لَا يَعْنِيْنِيْ |
يقول (٢) سبحانه ذامًا لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها ثم لم يعملوا بها: ما مثل هؤلاء إلا كمثل الحمار، يحمل الكتب لا يدري ما فيها ولا كنه ما يحمل، بل هم أسوأ حالًا من الحمر؛ لأن الخمر لا فهم لها، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها فيما ينفعهم، إذ حرفوا التوراة فأولوا وبدلوها، فهم كما قال في الآية الأخرى: ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.
وصفوة القول: أن هذا النبي الذي تقولون: إنه أرسل إلى العرب خاصة هو
(١) روح البيان.
(٢) المراغي.
(٢) المراغي.