واو، وقرأ عبيد بن عمير: ﴿وأكون﴾ بضم النون على الاستئناف؛ أي: وأنا أكون، وهو وعد الصلاح.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من كان له مال تجب فيه الزكاة فلم يزكه، أو مال يبلغه إلى بيت الله فلكم يحج.. يسأل عند الموت الرجعة.
فائدة: والفرق بين التصدق والهدية: أن التصدق للمحتاج بطريق الترحم والهدية للحبيب لأجل المودة. ولذا كان - ﷺ - يقبل الهدية لا الصدقة، فرضًا كانت أو نفلًا.
ومعنى الآية (١): أي وأنفقوا بعض ما أعطيناكم من فضلنا من الأموال شكرًا على النعمة ورحمة بالققراء من عباده، وادخروا ذلك ليوم العرض والحساب فتجنوا ثمار ما عملتم، ولا تدخروه في صناديقكم لوارثكم فربما أضاعه فيما لا يكسبكم حمدًا ولا مدحًا، بل يكسبكم ذمًا وقدحًا. وقد جاء في الخبر: "أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"، وجاء أيضًا: "يا ابن آدم"! ليس لك من مالك إلا ما لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت، أو تصدقت فأبقيت". ولا تنتظروا حتى يحين وقت الاحتضار، وتروا الموت رأي العين، ثم تتمنون أن لو مد الله في الأجل وأطال العمر لتتداركوا ما فات وتحسنوا العمل وتساعدوا البائسين، وذوي الحاجة، فهيهات هيهات، فليس ذا وقت الندم:

نَدِمَ الْبُغَاةُ وَلَاتَ سَاعَةَ مَنْدَمِ وَالْبَغُيُ مَرْتَعُ مُبْتَغِيهِ وَخيمُ
١١ - فأنى للعمر أن يطول، وللحياة أن تزيد ولكل نفس أجل لا تعدوه، وعمر لا يزيد ولا ينقم، فماذا يفيد التمني، وماذا ينفع الندم والجسرة؟ وذلك ما عناه سبحانه بقوله: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ﴾ سبحانه ﴿نَفْسًا﴾؛ أي: لن يؤخر نفسًا ولن يمهلها، مطيعة أو عاصية، صغيرة أو كبيرة ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾؛ أي: آخر عمرها، أو انتهى، إن أريد بالأجل الزمان الممتد من أول العمر إلى آخره. فعليكم أن تستعدوا قبل حلول الأجل، وهيئوا الزاد ليوم المعاد {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا
(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon