المَحالِّ، وهي الرؤوس. وأصله: لويوا، بوزن فعلوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لالتقائها ساكنة بواو الجماعة. ﴿وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ﴾؛ أي: يعرضون، من الصدود بمعنى الإعراض. أصله: يصددون، بوزن يفعلون، نقلت حركة الدال الأولى إلى الصاد فسكنت فأدغمت في الدال الثانية.
﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ﴾ وسواء: اسم بمعنى مستو، والهمزة فيه مبدلة من ياء. وقوله: ﴿أَسْتَغْفَرْتَ﴾: حذفت منه همزة الوصل للاستغناء عنها بهمزة الاستفهام. ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ والخزائن: جمع خزانة - بالكسر - كعصائب وعصابة، وهي ما يخزن فيه الأموال النفيسة وتحفظ، وكذا المخزن - بالفتح - وقد سبق البسط فيه في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ﴾. ﴿الْأَعَزُّ﴾: اسم تفضيل على وزن أفعل، وأصله: الأعزز، نقلت حركة الزاي الأولى إلى العين فسكنت فأدغمت في الثانية. ﴿الْأَذَلَّ﴾: كذلك أيضًا صيغة تفضيل، أصله: الأذلل، نقلت حركة اللام الأولى إلى الذال، فسكنت فأدغمت في اللام الثانية. ﴿لَا تُلْهِكُمْ﴾ في "الصحاح": لهت عن الشيء - بالكسر - ألهى لهيًا ولهيانًا، إذا سلوت وتركت ذكره وأضربت عنه. وفي "القاموس": لها كدعا، وسلا، وغفل، وترك ذكره، كتلهى وألهاه شغله، ولهوت بالشيء - بالفتح - ألهو لهوًا إذا لعبت به. ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ﴾ أصله: فأتصدق، أبدلت التاء صادًا وأدغمت في الصاد. ﴿وَأَكُنْ﴾ قرىء: ﴿وأكون﴾ بالنصب، وهو معطوف على ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ لفظًا؛ لأن ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ منصوب بإضمار ﴿أن﴾ لوقوعه في جواب التمني؛ لأن ﴿لَوْلَا﴾ هنا معناها التمني، وقرىء: ﴿وَأَكُنْ﴾ بالجزم، وهو معطوف على موضع ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾، لأن موضعه قبل دخول الفاء الجزم؛ لأنه جواب التمني، وجواب التمني إذا كان بغير فاء، ولا واو.. حكمه الجزم؛ لأنه غير واجب، ففيه مشابهة للشرط وجوابه، ولذلك يجزم كما يجزم جواب الشرط؛ لأنه غير واجب، إذ يجوز أن يقع ويجوز أن لا يقع.
فالمعنى على هذا: إن أخرتني.. أصدق وأكن. انظر "الكشف عن وجوه القراءات وعللها" لمكي بن أبي طالب (ج/
٢ - ص/٣٢٣) ولكن في قوله: إن ﴿لولا﴾ هنا معناها التمني، فيه نظر، والذي يظهر: أن معناها التحضيض؛ كما مرّ.
قلت: وهذا مما يسميه النحاة عطف التوهم، فكأن المتكلم توهم أن الفاء لم


الصفحة التالية
Icon