ومنها: تقديم الأعم ثم الأخص في قوله: ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٤)﴾؛ لأن كل واحدة من هذه الثلاث أخص مما قبلها، وجمع بينهما إشارة إلى أن علمه تعالى محيط بالجزئيات والكليات لا يعزب عنه شيء من الأشياء. اهـ. "خطيب".
ومنها: عطف المسبب على السبب في قوله: ﴿كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾؛ لأن الذوق مسبب عن الكفر.
ومنها: الترقي من الأظهر إلى الأخفى في هذه الثلاثة المذكورة، لأنه تعالى عالم بما في السماوات وما في الأرض، وبما يصدر من بني آدم سرًا وعلنًا، وبما لم يصدر بعد بل هو مكنون في الصدور.
ومنها: إظهار الجلالة في قوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ للإشعار بعلية الحكم وتأكيد استقلال الجملة قبل.
ومنها: الجناس الناقص في قوله: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ لاختلاف الحركات في الشكل.
ومنها: التعبير بالذوق في قوله: ﴿فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾ إشارة إلى أن ذلك المذوق العاجل شيء حقير بالنسبة إلى ما سيرون من العذاب الآجل.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: ﴿وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾؛ لأن الوبال حقيقة في الثقل، فاستعاره للعقوبة؛ لأنها كالشيء الثقيل المحسوس.
ومنها: التعبير عن كفرهم بالأمر في قوله: ﴿فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾؛ أي: كفرهم؛ للإيذان بأنه أمر هائل وجناية عظيمة.
ومنها: الجناس المغاير في قوله: ﴿وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.
ومنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: ﴿وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾. أطلق على القرآن النور بطريق الاستعارة التصريحية بجامع الإزالة في كلّ، فإن القرآن يزيل الشبهات كما يزيل النور الظلمات.
ومنها: الالتفات إلى نون العظمة في قوله: ﴿أَنْزَلْنَا﴾ لإبراز كمال العناية.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ﴾.


الصفحة التالية
Icon