مصدر بمعنى التطليق، كالسلام والكلام بمعنى التسليم والتكليم. وفي ذلك قالوا: المستعمل في المرأة لفظ التطليق، وفي غيرها لفظ الإطلاق، حتى لو قال: أطلقتك.. لم يقع الطلاق ما لم ينوه، ولو قال: طلقتك.. وقع نوى أو لم ينوه.
﴿لِعِدَّتِهِنَّ﴾ العدة مصدر عده يعده، كشده يشده شدة، وشرعًا: اسم لمدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها غالبًا؛ أي: مستقبلين لعدتهن؛ بأن تطلقوهن في طهر لا قربان فيه. ﴿وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ﴾؛ أي: اضبطوها وأكملوها ثلاثة قروء كوامل. وأصل الإحصاء: العد بالحصى كما كان يستعمل ذلك قديمًا، ثم استعمل في مطلق العد والضبط، وأصله: أحصيوا، بوزن أفعلوا، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت الياء حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، ثم ضمت الصاد لمناسبة الواو.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ﴾: والتقوى في الأصل: اتخاذ الوقاية، وهي: ما يقي الإنسان مما يكرهه، ويؤمل أن يحفظه، ويحول بينه وبين ذلك المكروه، كالترس ونحوه، ثم استعير في الشرع لاتخاذ ما يقي العبد بوعد الله ولطفه من قره، ويكون سببًا لنجاته من المضار الدائمة وحياته بالمنافع القائمة.
﴿بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ - بالكسر - اسم فاعل، من بين اللازم، بمعنى تبين. والفاحشة: كل ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وهو الزنا في هذا المقام. وقيل: البذاء على الأسماء، أو على الزوج، أو الخروج قبل انقضاء العدة.
﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾؛ أي: شرائعه التي أمر بفعلها، ونهى عن ارتكابها، وهي جمع حدّ، والحد: الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر. ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ﴾: ﴿يَتَعَدَّ﴾: فيه إعلال بالحذف، فحذف حرف العلة عنه للجازم. ﴿فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾؛ أي: أضر بها.
﴿يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾ والحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن، عرضًا كان ذلك أو جوهرًا، وإحداثه: إيجاده. ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ وفي "المفردات": البلوغ والبلاغ: الانتاء إلى أقصى القصد والمبتغى، مكانًا كان أو زمانًا أو أمرًا من الأمور المقدرة، وربما يعبر به عن المشارفة عليه، وإن لم ينته إليه مثل: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ...﴾ إلخ كما مرّ. ﴿ذَوَيْ عَدْلٍ﴾ والعدالة: هي الاجتناب عن الكبائر كلها، وعدم


الصفحة التالية
Icon