﴿غِلَاظٌ﴾: جمع غليظ، بمعنى خشن خال قلبه عن الشفقة والرحمة. ﴿شِدَادٌ﴾ جمع شديد، ككرام جمع كريم، وهو القوي الجسم. ﴿لَا يَعْصُونَ﴾ أصله: يعصيون، بوزن يفعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الصاد لمناسبة الواو. ﴿لَا تَعْتَذِرُوا﴾ يقال: اعتذرت إلى فلان من جرمي، ويعدى بـ ﴿من﴾. والمعتذر قد يكون محقًا وغير محق. قال الراغب: العذر: تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه. ﴿إِنَّمَا تُجْزَوْنَ﴾ أصله: تجزيون، بوزن تفعلون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. ﴿تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ والتوبة: أبلغ وجوه الاعتذار، بأن يقول: فعلت وأسات وقد أقلت، وفي الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة كما مر. ﴿نَصُوحًا﴾ والنصوح: فعول، من أبنية المبالغة، كقولهم: رجل صبور وشكور؛ أي: مبالغة في النصح، وصفت التوبة بذلك على الإسناد المجازي، والنصح: تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه. ﴿نُورُهُمْ يَسْعَى﴾ والسعي: المشي القوي السريع. ﴿بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾: جمع يد، يراد بها قدام الشيء. ﴿وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ جمع يمين، مقابل الشمال. ﴿كَانَتَا﴾: أصل كان: كون، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، والتحق بها هنا تاء التأنيث الساكنة، ولكنها حركت بالفتح لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين وكان تحريكها؛ أي: التاء بالفتح ليناسب الألف، وكذلك القول في قوله: ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ أصله: خون، قلبت الواو ألفًا، ثم لحقت الفعل تاء التأنيث الساكنة وحركت لمناسبة ألف الاثنين الساكنة، واختير لها الفتح لمناسبة الألف. ﴿الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ الإحصان: العفاف، والفَرْجُ: ما بين الرِّجْلَين، وكنى به عن السوأة، وكثر حتى صار كالصريح فيه. ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ﴾ والنفخ: نفخ الريح في الشيء.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق بين ﴿حرم﴾ و ﴿أَحَلَّ﴾ في قوله: ﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ﴾.
ومنها: الاستفهام الإنكاري في ﴿لِمَ﴾.


الصفحة التالية
Icon