﴿وَأَحْسِنُوا﴾ أعمالكم وأخلاقكم، أو أحسنوا في الإنفاق على من تلزمكم مؤنته بأن يكون ذلك الإنفاق وسطًا، فلا تسرفوا ولا تقتروا، أو أحسنوا الظن بالله في الإخلاف عليكم ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾؛ أي: يريد بهم الخير ويثيبهم على إحسانهم.
الإعراب
﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
﴿وَلَا تَأْكُلُوا﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية، ﴿لا﴾: ناهية جازمة. ﴿تَأْكُلُوا﴾: فعل وفاعل مجزوم بـ ﴿لا﴾ الناهية، والجملة مستأنفة. ﴿أَمْوَالَكُمْ﴾: مفعول به ومضاف إليه. ﴿بَيْنَكُمْ﴾: ظرف ومضاف إليه، والظرف متعلق بـ ﴿تَأْكُلُوا﴾، وعبارة (١) "السمين" هنا قوله: ﴿بَيْنَكُمْ﴾: في هذا الظرف وجهان:
أحدهما: أن يتعلق بـ ﴿تَأْكُلُوا﴾ بمعنى لا تتناولوها فيما بينكم بالأكل.
والثاني: أنه متعلق بمحذوف؛ لأنه حال من ﴿أَمْوَالَكُمْ﴾؛ أي: لا تأكلوها كائنة بينكم.
﴿بِالْبَاطِلِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿تَأْكُلُوا﴾، وفي "السمين" (٢) قوله ﴿بِالْبَاطِلِ﴾: فيه وجهان:
أحدهما: تعلقه بالفعل؛ أي: لا تأخذوها بالسبب الباطل.
والثاني: أن يكون حالًا فيتعلق بمحذوف، ولكن في صاحبها احتمالان: أحدهما: أنه المال، كأن المعنى لا تأكلوها متلبسة بالباطل.
والثاني: أنه الضمير في تأكلوا، كان المعنى لا تأكلوها مبطلين؛ أي: متلبسين بالباطل.
(٢) جمل.