ارتكبه. والمعنى: أن الله تعالى يريهم السيئات التي عملوها وارتكبوها في الدنيا، فيتحسرون لِمَ عملوها، وقيل: يريهم ما تركوا من الحسنات، فيندمون على تضييعها، وقيل: يرفع لهم منازلهم في الجنة، فيقال لهم: تلك مساكنكم لو أطعتم الله، ثم تقسم بين المؤمنين، فذلك حين يتحسرون ويندمون على ما فاتهم، ولا ينفعهم الندم ﴿وَمَا هُمْ﴾؛ أي: وما القادة والسفلة ﴿بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ بعد دخولها، بل هم فيها دائمون. أصله (١): وما يخرجون، فعدل به إلى هذه العبارة؛ للمبالغة في الخلود والإقناط عن الخلاص، والرجوع إلى الدنيا.
الإعراب
﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾.
﴿وَإِلَهُكُمْ﴾: الواو استئنافية ﴿إلهكم﴾: مبتدأ ومضاف إليه. ﴿إِلَهٌ﴾: خبر. ﴿وَاحِدٌ﴾: صفة له، والجملة مستأنفة. ﴿لَا﴾: نافية. ﴿إِلَهَ﴾: في محل النصب اسمها، وخبر (لا) محذوف جوازًا، تقديره: موجود، وجملة ﴿لَا﴾ من اسمها وخبرها في محل الرفع خبر ثان لـ ﴿إلهكم﴾، ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ. ﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل في محل الرفع بدل من الضمير المستكن في خبر لا.
وعبارة "السمين" هنا: ﴿الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ فيه أربعة أوجه:
أحدها: أن يكون بدلًا من ﴿هُوَ﴾ بدل ظاهر من مضمر، إلا أن هذا يؤدي إلى البدل بالمشتقات وهو قليل، ويمكن الجواب عنه: بأن هاتين الصفتين جريا مجرى الجوامد، ولا سيما عند من يجعل الرحمن عَلَمًا.
الثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو الرحمن، وحسّن حذفه توالي اللفظ بـ ﴿هُوَ﴾ مرتين.
الثالث: أن يكون خبرًا ثالثًا لقوله: ﴿وَإِلَهُكُمْ﴾ أخبر عنه بقوله: {إِلَهٌ