بدائع العلوم، لتنفير الناس منه، وإلا فقد علموا أنه أعقلهم: ﴿إِنَّهُ﴾ - ﷺ - ﴿لَمَجْنُونٌ﴾ أي: مصابٌ بريح من الجن. والظاهر أنه مثل قولهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾؛ أي: يأتيه رئي من الجن فيعلمه.
٥٢ - ولما كان مدار حكمهم الباطل ما سمعوا منه - ﷺ -.. رد ذلك ببيان علو شأنه وسطوع برهانه، فقال: ﴿وَمَا هُوَ﴾؛ أي: القرآن ﴿إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ من الجن والإنس. والجملة حالى من فاعل ﴿يقولون﴾، مفيدة (١) لغاية بطلان قولهم، وتعجيب للسامعين من جراءتهم على التفوّه بتلك الجريمة العظيمة؛ أي: يقولون ذلك، والحال أنَّ القرآن ذكر للعالمين من الثقلين؛ أي: تذكير وعظة لهم، وبيان لجميع ما يحتاجون إليه من أمور دينهم، فأين من أنزل عليه ذلك، وهو مطلع على أسراره طرًّا؟ ومحيط بجميع حقائقه خبرًا مما قالوا في حقه من الجنون؛ أي: إن هذا القرآن من أولى الأمور الدالة على كمال عقله وعلو شأنه، فمن نسب إليه القصور فإنما هو من جهله وجنته، فإن الفضل لا يعرفه إلا ذووه.
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَيْنٌ صَحِيْحَةٌ | فَلَا غَرْوَ أَنْ يَرْتَابَ وَالصُّبْحُ مُسْفِرُ |
خاتمة
وعن الحسن البصريّ قال: دواء من أصابته العين أن تقرأ عليه هذه الآية. وفي "الأسرار المحمدية" قيل: إنَّ في هذه الآية خاصية لدفع العين حملا وغسلًا وشربًا انتهى. وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: "العين حقّ"، زاد البخاري و"نهى عن الوشم". وأخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله - ﷺ - قال: "العين حقّ، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا".
وعن عبيد الله بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه: أنّ أسماء بنت عميس كانت