بالسوط، فهو مفعول ثان بواسطة حرف الجر على حذف المضاف، و ﴿الْعَظِيمِ﴾ صفة الاسم، ويحتمل أن يكون صفة ﴿رَبِّكَ﴾، و ﴿اسم﴾ مقحم، ويؤيده ما روى: أنّ رسول الله - ﷺ - لما نزلت هذه الآية قال: "اجعلوها في ركوعكم". فالتزم ذلك بعض العلماء، كما في "فتح الرحمن". وفي "التأويلات النجمية": نزه تنزيهًا وقدس عن التشبيه اسم ربك؛ أي: مسمى ربك؛ إذ الاسم عين المسمى عند أرباب الحق وأهل الذوق انتهى. وقيل: إن لفظة ﴿بِاسْمِ﴾ زائدة. وعبارة "الخازن"؛ أي: نزه ربك العظيم، واشكره على أنْ جعلك أهلًا لأن يوحى إليك تأمل، انتهت.
الإعراب
﴿الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣)﴾.
﴿الْحَاقَّةُ (١)﴾ مبتدأ أوّل أو صفة لمحذوف؛ أي: القيامة الحاقة أو الساعة الحاقة. ﴿مَا﴾ اسم استفهام تعظيمي في محل الرفع مبتدأ ثان، ﴿الْحَاقَّةُ (٢)﴾ خبر لـ ﴿ما﴾ الاستفهامية، والجملة خبر للمبتدأ الأول، وجملة الأول جملة كبرى في ضمنها جملة صغرى مستأنفة استئنافًا نحويًا لا محل لها من الإعراب. ﴿وَمَا﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة، ﴿ما﴾ اسم استفهام للتعظيم أيضًا في محل الرفع مبتدأ، ﴿أَدْرَاكَ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر، والكاف مفعول أول، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لـ ﴿مَا﴾ الاستفهامية، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها مستأنفة. ﴿وَمَا﴾ اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ، ﴿الْحَاقَّةُ﴾ خبر لـ ﴿مَا﴾، والجملة الاسمية في محل النصب سادة مسد المفعول الثاني والثالث لـ ﴿أَدْرَاكَ﴾؛ لأن أدرى بمعنى أعلم، ينصب ثلاثة مفاعيل، وقد علّقت ﴿أَدْرَاكَ﴾ عن العمل بالاستفهام.
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)﴾.
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾ فعل وفاعل، ﴿وَعَادٌ﴾ معطوف على ثمود، ﴿بِالْقَارِعَةِ﴾ متعلق بـ ﴿كَذَّبَتْ﴾ والجملة الفعلية مستأنفة مسوقة لبيان بعض أحوال الحاقة. ﴿فَأَمَّا﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة؛ لأنّها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت أن ثمود وعادًا كذبتا، وأردت بيان عاقبة تكذيبهما فأقول لك. ﴿أما﴾ حرف شرط وتفصيل، ﴿ثَمُوُد﴾ مبتدأ، ﴿فَأُهْلِكُوا﴾ ﴿الفاء﴾: رابطة لجواب ﴿أمّا﴾، واقعة في