لتطرفها إثر كسرة. ﴿بِمَا أَسْلَفْتُمْ﴾ أي: قدّمتم في الدنيا من الأعمال الصالحة. ومعنى الإسلاف في اللغة: تقديم ما يرجو أنْ يعود عليك بخير، فهو كالإقراض، ومنه يقال: أسلفت إليك هذه الدراهم في كذا وكذا إذا قدم إليك رأس مال السلم. ﴿فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ الخالية فيه إعلال أيضًا بالقلب، أصله: الخالوة من خلا يخلو واويّ اللام، قلبت الواو ياء لتطرّفها إثر كسرة.
﴿فَغُلُّوهُ﴾ يقال: غل فلان إذا وضع في عنقه أو يده الغلّ، وهو بالضمّ: الطوق من حديد الجامع لليد إلى العنق المانع عن تحرك الرأس. ﴿ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١)﴾ أصله: صليوه، استثقلت الضمة على الياء فحذفت تخفيفًا فلما سكنت حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت اللام لمناسبة الواو. ﴿ذَرْعُهَا﴾ أي: طولها. ﴿سَبْعُونَ ذِرَاعًا﴾، والذراع ككتاب: ما يذرع به حديدًا كان أو قضيبًا. وفي "المفردات": الذراع: العضو المعروف ويعبّر به عن المذروع والممسوح، يقال: ذراع من الثوب أو الأرض.
﴿فَاسْلُكُوهُ﴾ السلك: هو الإدخال في الطريق أو الخيط أو القيد أو في غيرها. ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤)﴾ أصله: يحضض بوزن يفعل، نقلت حركة الضاد الأولى إلى الحاء فسكنت فأدغمت في الضاد الثانية، من الحضّ هو البعث والحثّ على الفعل والحرص على وقوعه، ومنه: حروف التحضيض المبوّب له في النحو؛ لأنه يطلب به وقوع الفعل وإيجاده اهـ "سمين". ﴿إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ هو فعلين، من الغسل، فنونه وياؤه زائدتان. قال أهل اللغة: هو ما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي كتب التفسير: هو صديد أهل النار، وقيل: هو شجر يأكلونه. وفي "الكواشي": أو نونه غير زائدة، وهو شجر في النار، وهو من أخبث طعامهم.
﴿قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ فيه حذف إحدى التاءين، أصله: تتذكرون، وقرىء بتشديد الذال على أنّ التاء الثانية أدغمت في الذال. ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا﴾ التقول افتعال القول واختلاقه؛ لأن فيه تكلّفا من المفتعل. قال أبو حيان: التقوّل: أن يقول الإنسان عن آخر: إنّه قال شيئًا لم يقله. ﴿بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ الأقاويل جمع الجمع؛ لأنّه جمع أقوال وأقوال جمع قول كبيت وأبيات وأباييت. قال الزمخشري: وسمّيت الأقوال المتقولة


الصفحة التالية
Icon