فاستعار اسم المشبّه به الذي هو العرض على الملك للمشبّه الذي هو المحاسبة عند الله، فاشتق منه تعرضون بمعنى تحاسبون على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: تقديم ﴿مِنْكُمْ﴾ على ﴿خَافِيَةٌ﴾ مع كونه صفة لها لرعاية الفاصلة.
ومنها: المقابلة البديعة في قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ...﴾ إلخ، حيث قابلها بقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ﴾ إلخ.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: ﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾؛ لأنّ العيشة إنّما تكون مرضية لا راضية، فهو من إسناد ما للفاعل إلى المفعول.
ومنها: إسناد الهناءة إلى الأكل والشرب في قوله: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ مجازًا للمبالغة؛ لأنّ الهناءة إنّما تكون للمأكول والمشروب.
ومنها: تقديم الجحيم على ﴿صَلُّوهُ﴾ في قوله: ﴿ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١)﴾، وتقديم ﴿سِلْسِلَةٍ﴾ على ﴿فَاسْلُكُوهُ﴾ في قوله: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢)﴾ لغرض التخصيص والحصر والاهتمام بذكر ألوان ما يعذب به.
ومنها: تخصيص الطول بسبعين ذراعًا مبالغة في إرادة الوصف بالطول، كما قال: ﴿إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ يريد مرّات كثيرة؛ لأنّها إذا طالت كان الإرهاق أشدُّ، فهو كناية عن زيادة الطول.
ومنها: ذكر الحض في قوله: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤)﴾ دون الفعل، حيث لم يقل: ولا يطعم المسكين للإشعار بأنّه إذا كان تارك الحضّ بهذه المنزلة فكيف بتارك الفعل؟.
ومنها: عطف حرمان المسكين على ترك الإيمان في قوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤)﴾ للدلالة على أنَّ حرمان المسكين صفة للكفرة، كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)﴾.
ومنها: طباق السلب في قوله: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩)﴾.


الصفحة التالية
Icon