لسيلانه على مهل لثخانته، أو خبث الحديد ونحوه مما يذاب على مهل وتدريج. وعن ابن مسعود: كالفضة المذابة في تلونها أو كالقير والقطران في سوادهما.
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩)﴾ ﴿والعهن﴾: الصوف مطلقًا، وقيل: بقيد كونه أحمر، وقيل: بقيد كونه مصبوغًا، وقيل: بقيد كونه مصبوغًا بألوان شتّى اهـ سمين. وهذه الأقوال في معنى ﴿العهن﴾ في اللغة اهـ. ﴿حَمِيمٌ حَمِيمًا﴾ و ﴿الحميم﴾: القريب. ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾؛ أي: يبصر الأحماء الأحماء، ويرونهم. ﴿يَوَدُّ الْمُجْرِمُ﴾؛ أي: يتمنى الكافر، أصله: يودد مضارع ودد بكسر العين. وفي "المصباح": نقلت حركة الدال إلى الواو، وهذا النقل غير معهود؛ إذ المعهود نقل حركة حرف اللين إلى الساكن الصحيح، وهنا بالعكس. فلما وقع هذا النقل سكنت الدال الأولى، وأدغمت في الثانية. ﴿لَوْ يَفْتَدِي﴾ من الافتداء، والافتداء: حفظ الإنسان نفسه عن النائبة بما يبذل عنه. ﴿وَفَصِيلَتِهِ﴾ الفصيلة؛ العشيرة، وقال ثعلب: الآباء الأدنون، فهي فعيلة بمعنى مفعولة؛ أي: مفصول منها. ﴿تُؤْوِيهِ﴾ من أوى إلى كذا: انضم إليه، وآواه غيره، كما قال تعالى: ﴿آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾؛ أي: ضمه إلى نفسه. فمعنى ﴿تُؤْوِيهِ﴾: تضمه إليها في النسب، أو عند الشدائد، فيلوذ بها.
﴿كَلَّا﴾ ردع للمجرم عن الودادة، وتصريح بامتناع إنجاء الافتداء؛ أي: ليس الأمر كما يتمنى. ﴿إنَهَا لَظَى﴾ علم لجهنم؛ لأنها تتلظى؛ أي: تتلهب على من يصلاها. ﴿نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (١٦)﴾ يقال: نزع الشيء: جذبه من مقره وقلعه. والشوى: جمع شواة، وهي جلدة الرأس، وفيه إعلال بالقلب، أصله: الشوي قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨)﴾ أوعى فيه إعلال بالقلب، أصله: أوعى بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿هَلُوعًا﴾ قال في "الصحاح": الهلع في اللغة: أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه، يقال: هلع بالكسر من باب فرح، فهو هلع وهلوع على التكثير، والهلوع مبالغة هالع. وقال عكرمة: هو الضجور، وقيل غير ذلك، فالهلوع والجزوع والمنوع كل من الثلاثة صيغة مبالغة؛ لأنها على زنة فعول كضروب بمعنى: كثير الضرب. ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢)﴾ أصله: المصليين بياءين، الأولى لام الكلمة والثانية ياء الجمع، حذفت حركة الياء الأولى للتخفيف، ثم حذفت لالتقاء الساكنين. ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (٢٣)﴾ الأصل: داومون بالواو، أبدلت الواو همزة في الوصف حملًا له على فعله "دام" في الإعلال، فأصل دام