دوم، أعِلّ بقلب الواو ألفًا فحمل عليه الوصف فاعل بقلب الواو همزة. ﴿حَقٌّ لِلسَّائِلِ﴾ والسائل: هو الذي يسأل ويظهر الفقر. ﴿وَالْمَحْرُومِ﴾ هو الذي لا يسأل إما حياء أو توكلا على الله، فيظن أنه غني فيحرم. ﴿لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ جمع فرج من الانفراج، وهو الفتحة، وفرج الرجل والمرأة سوءتهما؛ أي: قبلهما. ﴿فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ جمع ملوم، اسم مفعول من لام الثلاثي، وأصله: ملوومين نقلت حركة الواو إلى اللام فسكنت فالتقى ساكنان فحذفت واو مفعول على الصحيح. ﴿هُمُ الْعَادُونَ﴾ جمع عاد من العدوان، يقال: عدا عليه إذا تجاوز في الظلم. ﴿مُهْطِعِينَ﴾؛ أي: مسرعين نحوك مادي أعناقهم مقبلين بأبصارهم عليك، فهو من الكلمات التي يحتاج في تفسيرها إلى جمل. وفي "القاموس": هطع كمنع هطعًا وهطوعًا: أسرع مقبلًا خائفًا، وأقبل ببصره على الشيء لا يقلع عنه، وهطع: مد عنقه وصوب رأسه كاستهطع وكأمير الطريق الواسع وكمحسن من ينظر في ذل وخضوع لا يقلع بصره، أو الساكت المنطلق إلى من هتف به، وبعير مهطع في عنقه: تصويبٌ خلقةً، وقد تقدم شرح هذه المادة في سورة إبراهيم.
﴿عِزِينَ﴾ جمع عزة. قال أبو عبيدة: جماعات في تفرقة، وقيل: الجمع اليسير كثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة. وقال الأصمعي: في الدار عزون؛ أي: أصناف من الناس. وعزين: جمع عزةٍ، والهاء فيه عوض عن لام الكلمة التي قيل: إنها واو، يقال: عزاه يعزوه إذا أضافه إلى غيره، وقيل: إنها ياء يقال: عزيته بالياء أعزيه بمعنى: عزوته. وقيل: إنها هاء، والأصل: عزهة. والقولان الأولان أولى من الثالث، وعليه فلام الكلمة محذوفة، والياء الموجودة ياء الجمع؛ لأن هذا اللفظ من الألفاظ الملحقة بالجمع المذكر السالم، فوزنه: فعين. ﴿يَخُوضُوا﴾ أصله: يخوضوا بوزن يفعلوا، نقلت حركة الواو إلى الخاء فسكنت إثر ضمة، فصارت حرف مد. ﴿يُلَاقُوا﴾ أصله: يلاقيوا، استثقلت الضمة على الياء، فحذفت فسكنت، فالتقى ساكنان فحذفت الياء وضمت القاف لمناسبة الواو، فوزنه: يفاعوا. ﴿نُصُبٍ﴾ تقدم القول فيه مفصلًا، ونضيف إليه هنا أنه قرىء ﴿نصب﴾ بالفتح والإسكان، وقراءتنا بضقتين، وقرىء بفتحتين، وقرىء بضم فسكون، فالأول اسم مفرد بمعنى العلم المنصوب الذي يسرع الشخص نحوه. وقال أبو عمرو: هو شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها مخافة انفلاته. وأما الثانية فتحتمل ثلاثة أوجه:


الصفحة التالية
Icon