معنى الستر استعمل بمعناه، وأصل الاستغشاء: طلب الغشي؛ أي: الستر، لكن معنى الطلب هنا ليس بمقصود بل هو بمعنى التغطّي والستر، وإنما جيء بصيغته التي هي السين للمبالغة. ﴿والثياب﴾ جمع ثوب، سمّي به لثوب الغزل؛ أي: رجوعه إلى الحالة التي قدّر لها اهـ من الروح. وقوله أيضًا: ﴿وَأَصَرُّوا﴾؛ أي: أكبوا وأقاموا على الكفر والمعاصي يقال: أصر الحمار على الأتانة إذا ضم أذنيه إلى رأسه، وأقبل عليها يكدمها ويطردها طلبًا للسفاد، استعير للإقبال على الكفر والمعاصي، والإكباب عليهما بتشبيه الإقبال المذكور بإصرار الحمار على الأتانة يكدمها ويطردها للسفاد، ولو لم يكن في ارتكاب المعاصي إلا التشبيه بالحمار.. لكفى به مزجرةً، فكيف والتشبيه في أسوأ حاله؛ وهو حال الكدم والطرد للسفاد. ﴿جِهَارًا﴾ والجهر: ظهور الشيء بإفراط لحاسة السمع أو لحاسة البصر. والإعلان ضدّ الإسرار. ﴿مِدْرَارًا﴾؛ أي: كثير الدرور، وهو حال من ﴿السَّمَاءَ﴾، ولم يؤنّث؛ لأنّه على زنة مفعال ومفعال يستوي فيه المذكر والمؤنث، يقال: رجل مذكار وامرأة مئناث، وهو من أوزان المبالغة، كقولهم: وإنه لمنحار بوائكها. ﴿وَقَارًا﴾ والوقار في الأصل: السكون والحلم، وهو هاهنا بمعنى العظمة؛ لأنّه يتسبب عنها في الأغلب. ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (١٤)﴾ جمع طور، وهو الحال والتارة. وفي "المصباح": والطور بالفتح: التارة مثل: ثوب وأثواب، وتعدى طوره؛ أي: حا له التي تليق به انتهى.
﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ أصل تروا: ترأيوا بوزن تفعلوا، نقلت حركة الهمزة إلى الراء ثم حذفت للتخفيف ثم أبدلت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين. ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧)﴾؛ أي: إنباتًا عجيبًا، وأنشأكم منها إنشاء غريبًا على أن ﴿نَبَاتًا﴾ وضع موضع إنباتًا على أنه مصدر مؤكد؛ لـ ﴿أَنْبَتَكُمْ﴾ بحذف الزوائد، ويسمى اسم مصدر. ﴿فِجَاجًا﴾؛ أي: واسعة جمع فج، وهو الطريق الواسع. وقيل: هو المسلك بين الجبلين، قال في "المفردات": الفج: طريق يكتنفها جبلان، ويستعمل في الطريق الواسع.
﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي﴾ أصله: عصيوني قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لالتقاء الساكنين. ﴿وَاتَبَعُوا﴾ فيه إدغام التاء فاء الفعل في تاء الافتعال. ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢)﴾؛ أي: عظيمًا. والمكر: الحيلة الخفية. وفي "كشف