الأسرار": المكر في اللغة: غاية الحيلة، وهو من فعل الله تعالى إخفاء التدبير. ﴿كُبَّارًا﴾ بضمّ الكاف وتشديد الباء وهو بناء مبالغة، وهو أبلغ من ﴿كبارًا﴾ بالضمّ والتخفيف. ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ﴾ أصله: تذرونن، الأولى نون الرفع والثانية نون التوكيد الثقيلة، فتحذف نون الرفع للجازم ﴿لَا﴾ الناهية، فصار اللفظ تذرون فاجتمع ساكنان فحذفت الواو. ﴿يَغُوثَ﴾ أصله: يغوث إن كان عربيًا، نقلت حركة الواو إلى الغين فسكّنت فصارت حرف مدّ، فهو على وزن الفعل، وكذلك القول في قوله: ﴿يعوق﴾ لا يختلف. ﴿وَقَدْ أَضَلُّوا﴾ أصله: أضللوا، نقلت حركة اللام الأولى إلى الضاد، فسكنت فأدغمت في اللام الثانية. ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ﴾ أصله: تزيد بوزن تفعل نقلت حركة الياء إلى الزاي، فسكنت ثم جزم الفعل بـ ﴿لا﴾ الناهية فسكن آخره فالتقى ساكنان فحذفت الياء، فوزنه تفل.
﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ ﴿رَبِّ﴾ أصله: ربي حذفت منه ياء الإضافة اكتفاء عنها بالكسرة. ﴿دَيَّارًا﴾ قال الزمخشري: هو من الأسماء المستعملة في النفي العام، يقال: ما بالدار ديّار وديّور كقيام وقيوم، وهو فيعال من الدوار أو من الدار، وأصله: ديوار، ففعل به ما فعل بأصل سيد وميت، ولو كان فعالًا.. لكان دوّارًا. وعبارة أبي حيان: ﴿دَيَّارًا﴾ من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفي، وما أشبهه، ووزنه فيعال، أصله: ديوار، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت. وفي "القاموس": "وما داري وديار ودوري وديور" أي: أحد.
﴿إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ﴾ هذا الفعل حذفت فاؤه في جميع التصاريف، فأصل المادة: وذر، لكن الماضي منه مهجور، والمضارع والأمر حذفت منهما الفاء. وقوله: ﴿يُضِلُّوا﴾ أصله: يضللوا بوزن يفعلوا، نقلت حركة اللام الأولى إلى الضاد فسكنت فأدغمت في اللام الثانية. ﴿وَلَا يَلِدُوا﴾ فيه إعلال بالحذف أصله: يولدوا بوزن يفعلوا، حذفت الواو فاء الكلمة لوقوعها بين عدوتيها الياء المفتوحة والكسرة. ﴿إِلَّا فَاجِرًا﴾ من الفجر، وهو شق الشي شقًّا واسعًا كفجر الإنسان السكر وهو بالكسر اسم لسد النهر وما سد به النهر. والفجور: شق ستر الديانة. ﴿كَفَّارًا﴾ قال الراغب: الكفار أبلغ من الكفور، وهو المبالغ في كفران النعمة.


الصفحة التالية
Icon