كونه جواب الشرط، ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ متعلق بـ ﴿تَجِدُوُه﴾، ﴿هُوَ﴾ ضمير فصل أو تأكيد للضمير، ﴿خَيْرًا﴾ مفعول به ثان لـ ﴿تَجدُوُه﴾، ﴿وَأَعْظَمَ﴾ معطوف على ﴿خَيْرًا﴾، ﴿أَجْرًا﴾ تمييز، وجاز أن يكون ﴿هُوَ﴾ فصلًا، وإن لم يقع بين معرفتين؛ لأنّه وقع بين معرفة ونكرة، ولكن النكرة تشبه المعرفة لامتناعه من التعريف بأداة التعريف إذا كان معه من لفظًا أو تقديرًا، وهنا من مقدرة؛ أي: خيرًا مِمّا خلّفتم في الدنيا، وجملة ﴿ما﴾ الشرطية معترضة. ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ﴾ فعل وفاعل ومفعول به، معطوف على ﴿فَاقْرَءُوا﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ ناصب واسمه وخبره، ﴿رَحِيمٌ﴾ خبر ثان، والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتعليل الأمر بالاستغفار.
التصريف ومفردات اللغة
﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١)﴾ أصله: المتزمّل، وهو الذي تزمّل في ثيابه؛ أي: تلفّف بها، فأبدلت التاء زايًا، وأدغمت الزاي في الزاي. وفي "المصباح": زمّلته بثوبه تزميلًا فتزمّل مثل: لفّفته فتلفّف، وزملت الشيء: حملته، ومنه قيل للبعير: زاملة بالهاء للمبالغة، لأنّه يحمل متاع المسافر. ﴿قُمِ اللَّيْلَ﴾ أمر من قام يقوم؛ لأن الأمر قطعة من المضارع المجزوم الذي حذف منه حرف المضارعة، والجازم؛ لأن مضارعه المجزوم لم يقم، فإذا حذفت منه الجازم وحرف المضارعة يكون الباقي منه قم، فهو أمر ﴿اللَّيْلَ﴾ هو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾ أمر مأخوذ من لم يزد، لأنه الباقي من المضارع بعد حذف الجازم وحرف المضارعة. ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ﴾ أمر من رتل يرتل ترتيلًا من باب فعل المضعف. قال في "الكشاف": ترتيل القرآن: قراءته على ترسل وتؤدة بتبيين الحروف وإشباع الحركات حتى يجيء المتلو منه شبيهًا بالثغر المرتل، وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان، وأن لا يهزه هزا ولا يسرده سردًا، كما مرّ.
﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ﴾ وناشئة الليل: القيام بعد النوم، فهي صفة لمحذوف؛ أي: إن النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها للعبادة؛ أي: ترتفع وتنهض، من نشأت السحابة إذا ارتفعت. وقيل: إنها مصدر بمعنى القيام من نشأ إذا قام ونهض، فتكون كالعافية. وفي "المختار": وناشئة الليل أول ساعاته. وقيل: ما ينشأ فيه من الطاعات. ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ﴾؛ أي: انقطع إليه. و ﴿تَبْتِيلًا﴾ مصدر على غير القياس، وهو


الصفحة التالية
Icon