واقع موقع التبتل؛ لأن مصدر تفعل تفعلًا نحو: تصرف تصرفًا وتكرم تكرّمًا، وأما التبتيل فمصدر بَتَّلَ، نحو: صرَّف تصريفًا. قال في "الخلاصة":
وغَيْرُ ذي ثَلاَثَةٍ مَقِيْسُ | مَصْدُرُ كَقُدِّسَ التَّقْدِيْسُ |
﴿وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ القيل: اسم مصدر من القول بمعناه بقلب الواو ياء أي أزيد من جهة السداد والاستقامة في المقال، ومن جهة الثبات والاستقرار على الصواب.
﴿سَبْحًا طَوِيلًا﴾ قال الراغب: السبح: المر السريع في الماء، أو في الهواء، استعير لمر النجوم في الفلك كقوله تعالى:
﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾، ولجرى الفرس كقوله تعالى:
﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾، ولسرعة الذهاب في العمل كقوله تعالى:
﴿إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (٧)﴾. والمعنى هنا: إنَّ لك في النهار تقلبًا وتصرفًا في مهام أمورك واشتغالًا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليكها في الليل.
﴿أُولِي النَّعْمَةِ﴾ والنعمة بفتح النون: التنعم وبكسرها: الإنعام وما أنعم به عليك، وبالضم: السرور. والتنعُّم: استعمال ما فيه النعومة واللين من المأكولات والملبوسات.
﴿هَجْرًا جَمِيلًا﴾ الهجر الجميل: ما لا عتاب معه.
﴿وَمَهِّلْهُمْ﴾؛ أي: اتركهم برفق وتأن، ولا تهتم بشأنهم.
﴿أَنْكَالًا﴾، والأنكال: جمع نكل، والنكل بكسر النون وفتحها: القيد الثقيل. قالت الخنساء:
دعاك فَقَطَّعْتَ أَنْكَالَهَ | وقَدْ كُنَّ قَبْلَكَ لَا تُقْطَعُ |
﴿وَجَحِيمًا﴾ والجحيم: النار الشديدة الإيقاد.
﴿كَثِيبًا﴾؛ أي: رملًا مجتمعًا.
﴿مَهِيلًا﴾؛ أي: سائلًا اجتماعه. أصله: مهيول اسم مفعول من هال الثلاثي يهيل هيلا نظير: باع يبيع بيعًا فهو مبيع، نقلت حركة الياء إلى الهاء فسكنت الياء فالتقى ساكنان: الياء وواو مفعول، فحذفت واو مفعول على الصحيح ثم كسرت الهاء لمناسبة الياء الساكنة، كما قالوا: مبيع. هذا على رأي سيبويه والجمهور. أما الأخفش فإنه يرى أن المحذوف عين الكلمة، ولما حذفت كسرت الفاء وقلبت الواو ياء فرقًا بين ذوات الواو وذوات الياء. والأول أولى. وفي "المختار": هال الدقيق في الجراب: صبه من غير قيل، وكل شيء أرسله إرسالًا من رمل أو تراب أو طعام ونحوه فقد هاله فانهار؛ أي: جرى وانصبَّ، وبابه: باع، وأهال لغة فيه فهو مهال ومهيل.
﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ أعاده بالألف واللام ليعلم أنه الأول، فكأنّه قال: