ومنها: إفرد الجبال بالذكر في قوله: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ﴾ مع كونها من الأرض لكونها أجسامًا عظامًا طوالًا، تظهر فيها الزلزلة أكثر من الأرض، ومن زلزلتها تبلغ القلوب الحناجر خوفًا من الوقوع.
ومنها: التعبير بصيغة الماضي في قوله: ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ إشعارًا بتحقق وقوعه، وفيه أيضًا لتشبيه البليغ؛ أي: وكانت الجبال كالثيب المهيل؛ أي: كالرمل السائل في عدم التماسك.
ومنها: تخصيص هذا التشبيه بالجبال دون الأرض؛ لأنَّ ذلك خاصة لها، فإن الأرض تكون مقررة في مكانها بعد الرجفة حتى تبدل بغيرها، كما دل عليه قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥)﴾ الآية.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا﴾.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا﴾. ولو جرى على مقتضى السياق.. لقال: إنا أرسلنا إليهم. والغرض من هذا الالتفات التقريع والتوبيخ على عدم الإيمان.
ومنها: عدم تعيين الرسول فيه لعدم دخله في التشبيه.
ومنها: تخصيص فرعون دون ملئِهِ؛ لأنه من رؤساء أولى النعمة المترفهين المتكبرين، فبينه وبين قريب جهة جامعة ومشابهة حال ومناسبة سريرة.
ومنها: إعادة فرعون والرسول مظهرين تفظيعا لشأن عصيانه، وأن ذلك لكونه عصيان الرسول لا لكونه عصيان موسى.
ومنها: ترك ذكر أملاء فرعون إشارةً إلى أن كل واحد منهم كأنه فرعون في نفسه لتمرده.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: ﴿يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾، حيث أسند الجعل إلى اليوم للمبالغة في شدّته، وإلا فنفس اليوم لا تأثير له ألبتة.
وفيه أيضًا لاستعارة التمثيلية بأن شبه اليوم في شّدة هوله بالزمان الذي يشيب الشبّان لكثرة همومه وأهواله.