الآية: ما أخرجه (١) ابن المنذر عن ابن جرير قال: لم يكن النبيّ - ﷺ - يأسر أهل الإسلام، ولكنّها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في العذاب، فنزلت فيهم، فكان النبي - ﷺ - يأمرهم بالإصلاح إليهم.
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا...﴾ الآيات، سبب نزولها: ما أخرجه ابن المنذر عن عكرمة قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي - ﷺ -، وهو راقد على حصير من جريد، وقد أثّر في جنبه، فبكى عمر، فقال - ﷺ - له: ما يبكيك؟ قال عمر: ذكرت كسرى وملكه، وهرمز وملكه، وصاحب الحبشة وملكه، وأنت رسول الله - ﷺ - على حصير من جريد، فقال رسول الله - ﷺ -: أما ترضى أنّ لهم الدنيا ولنا الآخرة، فأنزل الله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)﴾.
قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ سبب نزولها: ما أخرجه عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة: أنه بلغه أن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدًا يصلي.. لأطأنَّ عنقه، فأنزل الله قوله عزّ وجلّ ﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿هَلْ أَتَى﴾ حكى (٢) الواحدي عن المفسرين: أنّ ﴿هَلْ﴾ هنا بمعنى قد فهي للتحقيق، وليست للاستفهام أصلًا؛ أي: قد أتى ومرّ على الإنسان... إلخ. وبه قال سيبويه، والكسائي، والفراء، وأبو عبيدة. قال الفراء ﴿هَلْ﴾ تكون جحدًا وتكون خبرًا، فهذا من الخبر؛ لأنّك تقول: هل أعطيتك، تقرّره بأنّك أعطيته، ومن الجحد أن تقول: هل يقدر أحد على مثل هذا، فتحمله على معنى لا يقدر أحد غيرك على مثله. وقيل: هي وإن كان بمعنى قد ففيها معنى الاستفهام التقريري. والأصل (٣): أهل أتى، والمعنى: أقد أتى ليستفاد التقرير من همزة الاستفهام والتقريب من قد، فإنها موضوعة لتقريب الماضي إلى الحال. والدليل على أن الاستفهام غير مراد أن الاستفهام على الله تعالى محال، فلا بد من حمله على الخبر، كقولك: هل وعظتك، ومقصودك أن تحمله على الإقرار بأنّك قد وعظته؛ أي: قد مرّ ﴿عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ قيل: المراد بالإنسان هنا آدم، قاله قتادة والثوري،

(١) لباب النقول.
(٢) الشوكاني.
(٣) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon