يكون ظرفًا. وقرأ ابن عباس بخلاف عنه، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وابن محيصن، ونافع، وحمزة ﴿عاليْهِم﴾ بسكون الياء وكسر الهاء على أنه خبر مقدم، و ﴿ثِيَابُ﴾ مبتدأ مؤخر، أو على أن ﴿عاليْهِم﴾ مبتدأ و ﴿ثِيَابُ﴾ مرتفع بالفاعلية، وإن لم يعتمد الوصف، كما هو مذهب الأخفش. وقال الفرّاء: هو مرفوع بالابتداء وخبره ﴿ثِيَابُ سُنْدُسٍ﴾، واسم الفاعل مراد به الجمع، واختار أبو عبيد هذه القراءة لقراءة ابن مسعود ﴿عاليتهم﴾. وقرأ ابن مسعود، والأعمش، وطلحة، وزيد بن عليّ بالتاء مضمومة. وعن الأعمش وأبان أيضًا عن عاصم بفتح الياء. وقرأ ابن سيرين، ومجاهد، وقتادة، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والزعفرانيّ، وأبان أيضًا ﴿عَلَيْهم﴾ حرف جرّ، وهي قراءة واضحة المعنى ظاهرة الدلالة. وقرأت عائشة رضي الله عنها ﴿عَلَتْهم﴾ بتاء التأنيث فعلًا ماضيًا، فثياب فاعل.
وقرأ الجمهور بإضافة ﴿ثِيَابُ﴾ إلى ﴿سُندُسٍ﴾. وقرأ أبو حيوة، وابن أبي عبلة بتنوين ﴿ثياب﴾ وقطعها عن الإضافة، ورفع ﴿سُندُسٍ﴾ و ﴿خُضْرٌ﴾ و ﴿استبرق﴾ على أنّ السندس نعت للثياب؛ لأن السندس نوع من الثياب، وعلي أن ﴿خُضْرٌ﴾ نعت لـ ﴿سُندُسٍ﴾؛ لأنّه يكون أخضر وغير أخضر، وعلى أنّ ﴿إستبرق﴾ معطوف على سندس؛ أي: وثيَابُ استبرق والجمهور من القرّاء اختلفوا في ﴿خُضْرٌ﴾ و ﴿استبرق﴾ مع اتفاقهم على جرّ ﴿سُندُسٍ﴾ بإضافة ﴿ثِيَابُ﴾ إليه وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن بجرّ ﴿خُضْرٌ﴾ نعتًا لـ ﴿سُندُسٍ﴾ ورفع ﴿استبرق﴾ عطفًا على ﴿ثِيَابُ﴾ أي عليهم ثياب سندس ﴿سُندُسٍ﴾ وعليهم ﴿استبرق﴾ وقرأ أبو عمرو وابن عامر برفع ﴿خُضْرٌ﴾ نعتًا لـ ﴿ثِيَابُ﴾ وجرّ ﴿استبرق﴾ عطفًا على ﴿سُندُسٍ﴾. واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد؛ لأن الخضر أحسن ما كانت نعتًا لـ ﴿ثِيَابُ﴾، فهي مرفوعة، والاستبرق من جنس السندس. وقرأ نافع وحفص برفع ﴿خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾؛ لأن خضر ثعت لـ ﴿ثِيَابُ﴾، ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ معطوف على الثياب. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي بجرّ ﴿خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ على أن خضر نعت لـ ﴿سُندُسٍ﴾ ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ معطوف على ﴿سُندُسٍ﴾. وقرؤوا كلهم بصرف ﴿إستبرق﴾ إلا ابن محيصن، فإنّه لم يصرفه، قال: لأنّه أعجميّ، ولا وجه لهذا؛ لأنّه نكرة إلا أن يقول: إنه علم لهذا الجنس من الثياب. وقرىء ﴿استبرق﴾ بوصل الهمزة على أنَّ أصله استفعل من البريق، تقول: برق واستبرق كعجب واستعجب، والصواب قطع الهمزة وإجراؤه على قراءة