حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوْا لِعِظَامِهِ | لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِه مَعْقُولًا |
والمعنى (١): فستعلم أيها الرسول وسيعلم مكذّبوك من المفتون الضال منكم ومنهم؟. ونحو الآية قوله تعالى: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦)﴾؛ أي: أصالح عليه السلام أم قومه؟ وقوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)﴾.
والخلاصة: ستبصر ويبصرون غلبة الإِسلام واستيلاءك عليهم بالقتل والأسر، وهيبتك في أعين الناس أجمعين، وصيرورتهم أذلاء صاغرين. وهذا يشمل ما كان في بدر وغيرها من الوقائع التي كان فيها النصر المبين للمؤمنين، والخزي والهوان وذهاب صولة المشركين مما كان عبرة ومثلًا للآخرين.
٧ - ثم أكد ما تضمنه الكلام السابق من الوعد والوعيد، فقال: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ...﴾ إلخ. وهذه الجملة تعليل للجملة التي قبلها، فإنها تتضمن الحكم عليهم بالجنون لمخالفتهم لما فيه نفعهم في العاجل والآجل، واختيارهم ما فيه ضررهم فيهما.
والمعنى: أي إنّ ربك يا محمد هو وحده أعلم ﴿بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ سبحانه الذي هو التوحيد الموصل إلى سعادة الدارين، وهام في تيه الضلال متوجهًا
(١) المراغي.