نقل كلام الناس من بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد، وهو من الكبائر. ومنه: قول الشاعر:
وَمَولَى كَبَيْتِ النَّمْلِ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ | لِمَوْلاَهُ إِلَّا سَعْيُهُ بِنَمِيْمِ |
٥ - ١٢ ﴿مَنَّاعٍ﴾ مبالغة مانع ﴿لِلْخَيْرِ﴾؛ أي: بخيل بالمال، والخير: المال؛ أي: بخيل بماله ممسك له لا يجود به لدى البأساء والضرّاء، فهو لا يدفع عوز المعوزين، ولا يساعد المحتاجين، ولا ينجد الأمّة إذا حزبها الأمر، وضاقت بها السبل كدفع عدوٍّ يهاجم البلاد أو دفع كارثة نزلت بها تحتاج إلى بذل المال. أو منَّاع للناس من الخير الذي هو الإيمان، والطاعة. وكان للوليد بن المغيرة عشرة من البنين، وكان يقول لهم ولأقاربه: من تبع منكم دين محمد لا أنفعه بشيء أبدًا. وكان الوليد موسرًا له تسعة آلاف مثقال فضة، وكانت له حديقة في الطائف.
٦ - ﴿مُعْتَدٍ﴾؛ أي: متجاوز لما حدّه الله سبحانه من أوامر ونواه. فهو يخوض في الباطل خوضه في الحقّ، ولا يتحرج عن ارتكاب المآثم والمظالم، وفي "التأويلات النجمية": متجاوز في الظلم على نفسه بانغماسه في بحر الشهوات، وانهماكه في ظلمة المنهيات.
٧ - ﴿أَثِيمٍ﴾؛ أي: كثير الآثام، ديدنه ذلك، فهو لا يبالي بما ارتكب ولا بما اجترح، وفي "التأويلات النجمية": كثير الآثام بالركون إلى الأخلاق الرديئة والرغبة في الصفات المردودة.
٨ - ١٣ ﴿عُتُلٍّ﴾؛ أي: جاف غليظ القلب، يعامل الناس بالغلظة والفظاظة. من عتله إذا قاده بعنف وغلظة. ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾؛ أي: هو بعدما عدّ من مقابحه ومعايبه ﴿زَنِيمٍ﴾؛ أي: دعي ملصق بالقوم وملحق بهم بالنسب، وليس منهم. فالزنيم هو الذي تبنّاه أحد؛ أي: اتخذه ابنا وليس بابن له من نسبه في الحقيقة، قال تعالى:
(١) روح البيان.