أضاف الأبصار إلى ضمير القلوب أي أبصار أصحاب تلك القلوب؛ كما دل عليه قوله: ﴿يَقُولُونَ﴾، وإلا فالقلوب لا أبصار لها، وإنما أضاف الأبصار إلى القلوب؛ لأنها محل الخوف وهو من صفاتها.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: ﴿خَاشِعَةٌ﴾؛ حيث أسند الخشوع إلى الأبصار مجازًا؛ لأن أثره يظهر فيها.
ومنها: إطلاق فاعلة على مفعولة في قوله: ﴿فِي الْحَافِرَةِ﴾؛ أي: إلى الحالة الأولى، وهي الحياة، يقال: رجع فلان في حافرته؛ أي: طريقته التي جاء فيها فحفرها؛ أي أثر فيها بمشيه، وتسميتها حافرة مع أنها محفورة، وإنما الحافر هو الماشي في تلك الطريقة، كقوله تعالى: ﴿فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾؛ أي: مرضية، أو هو من تشبيه القابل بالفاعل، أي: في تعلق الحفر بكل منها، فأطلق اسم الثاني على الأول للمشابهة، كما يقال: صام نهاره تشبيهًا لزمان الفعل بفاعله.
ومنها: مجاز بالحذف في قوله: ﴿أَإِذَا كُنَّا﴾ أي: أنبعث ونرد إذا كنا عظامًا نخرة؟
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: ﴿تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ فقد أسند الخسران للكرة، والمراد: أصحابها، وكذلك في قوله: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)﴾ أسند السهر إلى الأرض البيضاء مجازًا، كما أسندوا إليها النوم في ضدها لأن السائر فيها سا لا ينام خوف الهلكة، فهو مجاز عقلي.
ومنها: اختيار صيغة الماضي في قوله: ﴿قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢)﴾ للإيذان بأن صدور هذا الكفر منهم ليس بطريق الاستمرار مثل كفرهم السابق المعبر عنه بالمضارع؛ أي: قالوا بطريق الاستهزاء بالحشر. اهـ "الروح".
ومنها: المقابلة بين قوله: ﴿السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (٢٨)﴾، وبين قوله: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١)﴾، وكذلك المقابلة بين قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨)﴾، وبين قوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠)﴾ الآيات.
ومنها: أسلوب التشويق في قوله: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥)﴾ فإن المراد منه التشويق إلى معرفة القصة.


الصفحة التالية
Icon