إلى ما أدركوا، ويفرحون بما نالوا، وتظهر على أسارير وجوههم علامات البشر والسرور.
٢ - فريق احتقر عقله، وأهمل النظر في نعم الله عليه، وارتضى الجهل، وانصرف عن الاستدلال إلى اقتفاء آثار الاباء والأجداد، وظل يخب ويضع في أهوائه الباطلة، وعقائده الزائفة، وهؤلاء سيجدون كل شيء على ما كانوا يعرفون، فتظهر عليهم آثار الكآبة والخيبة والفشل، وتعلو وجوههم الغبرة، وترهقها القترة؛ لأنهم كانوا في حياتهم الدنيا كفرة فجرة.
اللهم احشرنا يوم القيامة ووجوهنا مسفرة ضاحكة مستبشرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الإعراب
﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (٤)﴾.
﴿عَبَسَ﴾: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر يعود على محمد، والجملة مستأنفة استئنافًا نحويًا، وأتى هنا وفي الموضعين بعده بصيغة الغيبة إجلالًا له - ﷺ -، ولطفًا به لما في المشافهة بتاء الخطاب من الغلظة والشدة، ﴿وَتَوَلَّى﴾: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر يعود على محمد، معطوف على ﴿عَبَسَ﴾. ﴿أَن﴾: حرف نصب ومصدر ﴿جَاءَهُ﴾: فعل ماض في محل النصب بـ ﴿أَن﴾ المصدرية، و ﴿الهاء﴾ مفعول به مقدم ﴿الْأَعْمَى﴾: فاعل مؤخر، والجملة الفعلية مع ﴿أَن﴾ المصدرية في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض؛ أي: عبس لمجيء الأعمى إياه، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿عَبَسَ﴾؛ لأن المجيء ليس من أفعال القلوب، فاختل شرط من شروط المفعول لأجله ﴿وَمَا﴾: ﴿الواو﴾ عاطفة ﴿مَا﴾: اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ، ﴿يُدْرِيكَ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على ﴿مَا﴾، ومفعول أول لأدرى والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لـ ﴿مَا﴾ الاستفهامية، والجملة الاسمية معطوفة على جملة ﴿عَبَسَ﴾. ﴿لَعَلَّهُ﴾: ناصب واسمه، وجملة ﴿يَزَّكَّى﴾ خبره، وجملة الترجي في محل النصب مفعول ثانٍ لـ ﴿يُدْرِيكَ﴾، وقيل: المفعول الثاني لأدرى محذوف تقديره: وما يدريك أمره ومغبة حاله، وجملة ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾: مستأنفة ﴿أَوْ﴾: حرف


الصفحة التالية
Icon