﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥)﴾ جمع سافر بمعنى: كاتب، نظير كتبة وكاتب؛ لأنهم ينسخونها من اللوح المحفوظ. ﴿كِرَامٍ﴾؛ أي: مكرمين معظمين عنده تعالى من الكرامة بمعنى: التوقير، كما في "الشهاب".
﴿بَرَرَةٍ﴾: جمع بار، مثل كافر وكفرة، وساحر وسحرة، وفاجر وفجرة، يقال: هو بر وبار إذا كان أهلًا للصدق، ومنه بر فلان في يمينه؛ أي: صدق، وفلان يبر خالقه؛ أي: يطيعه، ومعنى ﴿بَرَرَةٍ﴾: مطيعين الله.
﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ﴾ أصله: أموته بوزن أفعل، نقلت حركة الواو إلى الميم فسكنت، لكنها قلبت ألفا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها في الحال. ﴿فَأَقْبَرَهُ﴾، ولم يقل: فقبره؛ لأن القابر هو الدافن بيده، والمقبر: هو الله تعالى، يقال: قبر الميت: إذا دفنه بيده، وأقبره: إذا أمر غيره أن يجعله في قبره.
﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠)﴾ جمع: حديقة، والهمزة فيه مبدلة من ياء فعيلة في المفرد، لوقوعها حرف مد ثالثًا زائدًا في اسم مؤنث. ﴿غُلْبًا﴾ جمع أغلب، كحمر في أحمر وحمراء، يقال: حديقة غلباء؛ أي: غليظة الشجر، ملتفة الحدائق، فالحدائق ذات أشجار غلاظ، فهو مجاز مرسل، كالمرسن بمعنى: الغليظ مطلقًا، وفيه تجوز في الإسناد أيضًا؛ لأن الحدائق نفسها ليست غليظة، بل الغليط أشجارها.
﴿وَأَبًّا﴾ في "المصباح": الأبُّ: المرعى الذي لم يزرعه الناس، مما تأكله الدواب والأنعام، ويبدو أنَّه: مأخوذ من أبه إذا قصده؛ لأنه يؤم وينتجع له، أو من أبَّ لكذا: إذا تهيأ له؛ لأنه متهيء للرعي.
﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣)﴾ اسم فاعل مؤنث، أصله: الصاخخة بخاءين، أدغمت الأولى في الثانية.
﴿مُسْفِرَةٌ﴾ اسم فاعل من أسفر الصبح إذا أضاء، فهو من لوازم الأفعال، قال في "المفردات": الإسفار يختص باللون، ومعنى ﴿مُسْفِرَةٌ﴾: مشرق لونها. ﴿ضَاحِكَةٌ﴾: اسم فاعل من الضحك، والضحك: انبساط الوجه وتكثر الأسنان من سرور النفس، كما مر.
﴿مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ قال الراغب: واستبشر؛ أي: وجد ما يبشره من الفرح، وبشرته: