التآنس ببني آدم، يجمع على: وحوش ووحشان، والواحد: وحشي كما مر عن "القاموس". والأهليّ: خلاف الوحشي.
﴿حُشِرَتْ﴾؛ أي: جمعت واختلط بعضها ببعض من هول ذلك اليوم، أو ماتت وهلكت.
﴿سُجِّرَتْ﴾ يقال: سجر التنور يسجر سجرًا - من باب نصر -: إذا ملأه وقودًا وأحماه، وسجر الماء النهر إذا ملأه، وسجر البحر: فاض، وسجر الماء في حلقه: صبه، وسجر الكلب: سنده بالساجور، وسجر الشيء: أرسله، هذا ما ذكرته معاجم اللغة بصدد هذه المادة، وكلب مسجور: أي مطوق بالساجور، وهو طوق من حديد، مسمر بمسامير حديدة الأطراف، وقد أحصى القرطبي الأقوال في تسجير البحار كمادته، ونشير إليها بإيجاز: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦)﴾؛ أي:
١ - ملئت من الماء، فيفيض بعضها إلى بعض، فتصير شيئًا واحدًا.
٢ - وقيل: أرسل عذبها على مالحها حتى امتلأت.
٣ - وقيل: صارت بحرًا واحدًا.
٤ - وقيل: يبست فلا يبقى من مائها قطرة.
٥ - وقيل: أوقدت فصارت نارًا.
٦ - وقيل: هي حمرة مائها حتى تصير كأنها الدم.
﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)﴾؛ أي: قرنت الأرواح بأجسادها.
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨)﴾ والموءودة: هي التي دفنت وهي صغيرة، وقد كان ذلك عادة فاشية في جاهلية العرب، وكان ذوو الشرف منهم يمنعون من هذا، حتى افتخر بذلك الفرزدق فقال:

وَجَدِّيْ الَّذِيْ مَنَعَ الْوَائِدَا تِ وَأَحْيَا الْوَئِيْدَ فَلَمْ يُوْءَدِ
والفرزدق: هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة، افتخر بجده صعصعة، إذ كان منع وأد البنات، وكان يشتريهن من آبائهن، فجاء الإِسلام وقد أحيا سبعين موؤودة، قال في "الأساس": وأد ابنته: أثقلها بالتراب، وأصله من الثقل، كأنها تثقل من التراب حتى تموت، ومنه: اتئد؛ أي: توفر وأثقل، فالابنة وئيد ووئيدة


الصفحة التالية
Icon