وموءودة. وقال الزمخشري في "الكشاف": وأد يئد مقلوب من آد يؤود: إذا أثقل، قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾؛ لأنه إثقال بالتراب.
﴿وَإِذَا الصُّحُفُ﴾ والمراد بالصحف: صحف الأعمال الذي تنشر على العباد حين يقفون للحساب.
﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١)﴾؛ أي: كشفت وأزيلت عما فوقها، كما يكشط جلد الذبيحة عنها. قال الراغب: هو من كشط الناقة؛ أي: تنحية الجلد عنها، والكشط: التقشير، يقال: كشطت جلد الشاة. سلخته عنها.
﴿سُعِّرَتْ﴾؛ أي: أوقدت إيقادًا شديدًا. ﴿أُزْلِفَتْ﴾؛ أي: أدنيت من أهلها وقربت منهم.
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥)﴾ جمع: خانس، وهو المنقبض المستخفي، يقال: خنس فلان بين القوم إذا انقبض واختفى، والخنوس: الانقباض والاستخفاء، وبابه: دخل، وفي "الصحاح": الخنس: الكواكب كلها؛ لأنها تخنس في المغيب، ولأنها تخفى نهارًا.
﴿الْجَوَارِ﴾ جمع: جارية؛ أي: سائرة، حذفت ياؤه في رسم المصحف تبعًا للفظ.
﴿الْكُنَّسِ﴾ جمع كانس أو كانسة، من قولهم: كنس الظبي كنوسًا - من باب نزل - إذا دخل كناسه بكسر الكاف، وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر، وتكنس الظبي: تغيب واستمر في كناسه، وتكنس الرجل: دخل في الخيمة، وتكنست المرأة: دخلت في الهودج. والمراد ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦)﴾: جميع الكواكب، وخنوسها: غيوبتها عن البصر نهارًا، وكنوسها: ظهورها للبصر ليلًا، فهي تظهر في أفلاكها، كما تظهر الظباء في كنسها.
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧)﴾؛ أي: أقبل بظلامه أو أدبر. قال الفراء: عسعس الليل وعسعس: إذا لم يبق منه إلا القليل. وقال الخليل: عسعس الليل: أقبل وأدبر.
﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨)﴾؛ أي: أسفر، وظهر نوره. قال علقمة بن قرط:
حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا | وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا |