تَمْلِكُ نَفْسٌ} في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿يومَ﴾ ﴿لِنَفْسٍ﴾: متعلق بـ ﴿تَمْلِكُ﴾، أو حال من ﴿شَيْئًا﴾، و ﴿شَيْئًا﴾: مفعول به، ﴿وَالْأَمْرُ﴾: مبتدأ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ظرف مضاف لمثله، متعلق بمحذوف، حال من الضمير المستكن في الخبر ﴿لِلَّهِ﴾: خبر ﴿الْأَمْرُ﴾، والجملة الاسمية مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿انْفَطَرَتْ﴾؛ أي: انشقت لنزول الملائكة، انفعل من فطر، وكذلك ﴿انْتَثَرَتْ﴾؛ أي: تساقطت متفرقة، افتعل من نثر، وهو التفريق.
﴿فُجِّرَتْ﴾؛ أي: فتحت وشققت جوانبها فزال ما بينها من الحواجز، واختلط عذبها بملحها من التفجير، والتضعيف للمبالغة.
﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤)﴾؛ أي: قلب ترابها الذي حثي على موتاها وأزيل، وأخرج من دفن فيها، ونظيره: بحثر لفظًا ومعنى، يقال: بعثرت المتاع وبحثرته؛ أي: جعلت أسفله أعلاه، وجعل أسفل القبور أعلاها إنما هو بإخراج موتاها، وقيل لسورة براءة: المبعثرة؛ لأنها بعثرت أسرار المنافقين، وهما - أي: بعثر وبحثر - مركبان من البعث والبحث مع راء ضمت إليهما، وقال الراغب: من رأى تركيب الرباعي والخماسي، نحو هلل وبسمل إذا قال: لا إله إلا الله، وبسم الله، يقول: إن بعثر مركب من بعث وأثير؛ أي: قلب ترابها وأثير ما فيه، وهذا لا يبعد في هذا الحرف، فإن البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير، وقال أبو الجراح: بحثر الشيء وبعثره؛ أي: استخرجه وكشفه، وقال الفراء: بحثر متاعه وبعثره: فرقه وقلب بعضه على بعض.
﴿مَا قَدَّمَتْ﴾؛ أي: من أعمال الخير ﴿وَأَخَّرَتْ﴾؛ أي: منها بالكسل والتسويف ﴿مَا غَرَّكَ﴾؛ أي: أيُّ شيء خدعك وجرأك على العصيان ﴿الْكَرِيمِ﴾؛ أي: العلي العظيم، وقيل: الكريم من يبادر بالنوال قبل السؤال.
﴿فَسَوَّاكَ﴾؛ أي: جعل أعضاءك سوية تامة الخلق سليمة معدة لمنافعها، وأصله: سويك بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿فَعَدَلَكَ﴾؛ أي: جعلك معتدلًا متناسب الخلق ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)﴾؛


الصفحة التالية
Icon