ولا تثنية قالوا في المذكر والمؤنث بالواو والنون. وقيل غير ذلك.
قلت: عليون: اسم لمكان عالٍ كما أن سجينًا: اسم لمكان في نهاية السفل، فهما مكانان أودع فيهما أعمال الناجين، وأعمال الخاسرين، وليس علينا أن نعرف ما هما، أمن أوراق وأخشاب أو معادن أخرى.
﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ هي الأسرة في الحجال، والحجال: واحدها حجلة، وهي مثل القبة، وحجلة العروس: بيت؛ أي: خيمة تزين بالثياب والأسرَّة والستور.
و ﴿نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ بهجته ورونقه ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ﴾؛ أي: من شراب خالص لا غش فيه، وأصل يسقون: يسقيون بوزن يفعلون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين ﴿مَخْتُومٍ﴾؛ أي: ختمت أوانيه وسدت.
﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾؛ أي: ما يختم به رأس قارورته هو المسك بدل الطين.
﴿فَلْيَتَنَافَسِ﴾ وأصل التنافس: التشاجر على الشيء والتنازع فيه، بأن يحب كل واحد أن ينفرد دون صاحبه، وفي "المختار": ونفس الشيء من باب ظرف: صار مرغوبًا فيه، ونافس في الشيء منافسةً ونفاسًا بالكسر: إذا رغب فيه على وجه المباراة في الكرم، وتنافسوا فيه: أي: رغبوا. اهـ. والمراد: فليستبق المتسابقون، وليجاهدوا النفوس ليلحقوا بالعاملين.
﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧)﴾ والمزاج والمزج: الشيء الذي يمزج بغيره، والمزج: خلط أحد الشيئين بالآخر، والتسنيم: عين من ماء تجري من أعلى إلى أسفل، وهو أشرف شراب في الجنة، ويكون صرفًا للمقربين، ممزوجًا لأصحاب اليمين، وسائر أهل الجنة، والمقربون هم: الأبرار الذين سبق ذكرهم.
﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ﴾ يقال: مر مرًا ومرورًا إذا جاز وذهب، كاستمر ومره وبه: جاز عليه. كما في "القاموس".
﴿يَتَغَامَزُونَ﴾؛ أي: يشيرون إليهم بأجفانهم من التغامز: تفاعل من الغمز، وهو الإشارة بالجفن والحاجب، ويكون بمعنى العيب، يقال: غمز فلان فلانًا إذا عابه وذكره بسوء، ويقال: فلان لا مغمز فيه؛ أي: ليس فيه ما يعاب به.
﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ﴾ من الانقلاب: وهو الانصراف والتحول والرجوع.