محالة، وأن الناس يلقون شدائد إلأهوال حتى يفرغوا من حسابهم، فيصير كل أحد إلى ما أعد له من جنة أو نار.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)﴾ إعرابه كإعراب ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)﴾؛ أي: إذا انشقت وانفطرت وانفتحت بغمام أبيض.. يخرج منها، وهو نظير قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾، والباء للآلة، كما في قولك: انشقت الأرض بالنبات.
وفي ذلك الغمام الملائكة ينزلون في أيديهم صحائف الأعمال، أو فيه ملائكة العذاب، وكان ذلك أشد وأفظع من حيث إنه جاء العذاب من موضع الخير، فيكون انشقاق السماء لنزول الملائكة بالأوامر الإلهية، وقيل: للسقوط والانتقاض، وقيل: لهول القيامة، وكيف لا تنشق وهي في قبضة قهره تعالى أقل من خردلة، ولا مانع من جميع هذه الأقوال، فإنها تنشق لهيبة الله تعالى، فتنزل الملائكة، ثم يؤول أمرها إلى الفساد والاختلال.
وعن علي رضي الله عنه: تنشق من المغيرة، وهي بفتح الميم بوزن المضرة باب السماء؛ أي: البياض المستطيل في وسط السماء من جانبها، وأهل الهيئة يقولون: إنها نجوم صغار مختلطة، غير متميزة في الحسن. اهـ من "القرطبي".
سميت بذلك لأنها كأثر المجر، والمجر: المحل الذي يجر عليه الحبل من البئر عند إلاستقاء. قيل: تنشق من ذلك الموضع، كأنه مفصل ملتئم، فتصدع منه
٢ - ﴿وَأَذِنَتْ﴾؛ أي: استمعت وأصغت ﴿لِرَبِّهَا﴾؛ أي: لأمر ربها إياها بالانشقاق، وأذعنت لتأثير قدرته تعالى فيها؛ حيث تعلقت قدرته بانشقاقها، وانقادت له انقياد المأمور المطواع إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع، فهو استعارة تمثيلية متفرعة على المجاز المرسل، يعني: إذا أطلق الإذن، وهو: الاستماع في حق من له حاسة السمع، والاستماع بها: يراد بها الإجابة، والانقياد مجازًا، وإذا أطلق في حق نحو السماء مما ليس في شأنه الاستماع والقبول.. يكون استعارة تمثيلية، فقوله: ﴿أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ يدل على نفوذ القدرة في الإيجاد والإبداع من غير ممانعة أصلًا، وقوله: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا﴾ يدل على نفوذ القدرة في التفريق والإعدام من غير ممانعة أصلًا والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليها للإشعار بعلة الحكم ﴿وَحُقَّتْ﴾؛ أي: