التصريف ومفردات اللغة
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)﴾؛ أي: تشققت وتصدعت.
﴿وَأَذِنَتْ﴾؛ أي: استمعت لأمر ربها، يقال: أذنت لك؛ أي: استمعت كلامك، ومن استعمال الإذن في الاستماع قول الشاعر:

صُمٌّ إِذَا سَمِعُوْا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُؤءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوْا
وقول الآخر:
إِنْ يَأْذَنُوْا سُبَّةً طَارُوْا بِهَا فَرَحًا مِنِّيْ وَمَا أَذِنُوْا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوْا
وفي "المختار": أذن له استمع، وبابه: طرب، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢)﴾، ويقال: أذن يأذن أذنًا إليه وله: استمع له معجبًا، أو عام، ولرائحة الطعام: اشتهاه، وأذن بالشيء كسمع إذنًا بالكسر، ويحرك، وأذانًا وأذانة: علم به، ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ﴾؛ أي: كونوا على علم، وأذنه الأمر وبه: أعلمه، وأذن له في الشيء، كسمع إذنًا بالكسر، وأذينًا: أباحه له، واستأذنه: طلب منه الإذن، إلى آخر ما في هذه المادة العجيبة.
﴿وَحُقَّتْ﴾؛ أي: حق لها أن تمتثل ذلك، والفاعل في الأصل هو الله تعالى؛ أي: حق الله تعالى عليها ذلك؛ أي: سمعه وطاعته؛ أي: أوجبه عليها، وألزمها به، واقتضت حكمته وجوده منها، وكلام البيضاوي، يقتضي أن نائب الفاعل هو ضمير السماء المستكن في الفعل من غير تقدير، ونصه: حقت؛ أي جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد. اهـ. وقال صاحب "الروح": فحق هذه الجملة أن تكون اعتراضًا مقررةً لما قبلها، لا معطوفة عليه. اهـ. كما مرَّ.
﴿مُدَّتْ﴾ من مده بمعنى: أمده؛ أي: زاده.
﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤)﴾ ووصفت الأرض بذلك؛ أي: بالإلقاء والتخلية توسعًا، وإلا فالتحقيق أن المخرج لما فيها هو الله تعالى. اهـ. "خطيب".
وقوله: ﴿ألقت﴾ فيه إعلال بالحذف، أصله: ألقي بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ولما اتصلت بالفعل تاء التأنيث، الساكنة.. التقى ساكنان، فحذفت الألف.


الصفحة التالية
Icon