وقوله: ﴿وَتَخَلَّتْ﴾، وفيه أيضًا ما في ألقت من الإعلال، أصله: تخلي بوزن تفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم اتصلت بالفعل تاء التأنيث الساكنة، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف.
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٥)﴾ ليس تكرارًا مع مر؛ لأن الأول في السماء، وهذا في الأرض. اهـ "خطيب". ومعنى حقت، أي: حق لها أن تمتثل ذلك؛ أي: يجدر بها أن تكون كذلك، قال كثير:
فَإِنْ تَكُنِ الْعُتْبَى فَأَهْلًا وَمَرْحَبًا | وَحُقَّتْ لَهَا الْعُتْبَى لَدَيْنَا وَقَلَّتِ |
وَمَضَتْ بَشَاشَةُ كُلِّ عَيْشٍ | وَبَقِيْتُ أَكْدَحُ لِلْحَيَاةِ وَأَنْصَبُ |
﴿فَمُلَاقِيهِ﴾؛ أي: فملاق لعملك عقب ذلك؛ أي: لجزائه من خير أو شر.
﴿يَنقَلِبُ﴾؛ أي: يرجع ﴿إِلَى أَهْلِهِ﴾؛ أي: عشيرته المؤمنين، أو رفقائه في طريق السعادة والكرامة؛ أي: يرجع بنفسه من غير مزعج برغبة وقبول إلى أهله؛ أي: الذين أهل بهم في الجنة من الحور العين، والآدميات، والذريات، إذا كانوا مؤمنين. اهـ. "خطيب".
﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١)﴾، أي: يتمنى هلاكًا وأنى له، ويقول: واثبوراه، أقبل فهذا أوانك، والثبور: الهلاك، قيل: الثبور مشتق من المثابرة على الشيء، وهو المواظبة عليه، وسمي هلاك الآخرة ثبورًا؛ لأنه لازم لا يزول، كما مر، وفي "المصباح": ثبر الله الكافر ثبورًا - من باب قعد -: أهلكه، وثبر هو ثبورًا: هلك، يتعدى، ولا يتعدى.
﴿وَيَصْلَى﴾: أي: يقاسي، أصله: يصلي بوزن يفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.