﴿سَعِيرًا﴾؛ أي: نارًا مسعرة متقدة ﴿أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾؛ أي: أصله: يحور بوزن يفعل، نقلت حركة الواو إلى الحاء، فسكنت إثر ضم، فصارت حرف مد، فهو نظير: يقول، قال لبيد:
وَمَا الْمَرْءُ إِلا كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ | يَحُوْرُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ |
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦)﴾ هي الحمرة التي تشاهد في أفق المغرب بعد الغروب. وعبارة "القاموس": الشفق محركة: الحمرة في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة، أو إلى قربها، أو إلى قريب العتمة، وهذا هو الصحيح، ومنه قول الشاعر:
قُمْ يَا غُلَامُ أَعِنِّيْ غَيْرَ مُرْتَبِكٍ | عَلَى الزَّمَانِ بِكَأْسٍ حَشْوُهَا شَفَقُ |
﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨)﴾؛ أي: اجتمع نوره واستوى ليلة أربع عشرة، وهو افتعل من الوسق، وهو الضم والجمع، كما تقدم، وأمر فلان متسق؛ أي: مجتمع على ما يسر، وأصله: إوتسق من الوسق، أبدلت الواو فاء الكلمة تاء، لمجيئها قبل تاء الافتعال، ثم أدغمت في تاء الافتعال، وإبل مستوسقة؛ أي: مجتمعة.
قال الشاعر: