المحاسن، وأما البروج الاثنا عشر، فليس لها ظهور؛ حيث لا تدرك حسًا؛ لأنها عبارة عن مجموع هذه المنازل الثمانية والعشرين؛ لأن البروج الاثني عشر منقسمة إلى هذه المنازل الثمانية والعشرين، والشمس تسير في تمام هذه البروج الاثني عشر في كل سنة، والقمر في كل شهر، وقد تعلقت بها منافع العباد ومصالحهم، فأقسم الله تعالى بها إظهارًا لقدرها وشرفها.
تنبيه: واعلم أن البروج الاثني عشر: ستة منها في شمال خط الاستواء، وستة منها في جنوبه، فالتي في شماله ثلاثة ربيعية، وهي: الحمل والثور والجوزاء، وابتداء الحمل من الاعتدال الربيعي، ويصادف اليوم الثالث والعشرين من شهر مارس آذار، وثلاثة صيفية، وهي: السرطان والأسد والسنبلة، وابتداء السرطان من نقطة الانقلاب الصيفي، ويصادف اليوم الثالث والعشرين من شهر يونيو حزيران.
والستة التي في جنوب خط الاستواء، ثلاثة منها خريفية، وهي الميزان والعقرب والقوس، وابتداء الميزان من الاعتدال الخريفي، ويصادف اليوم الرابع والعشرين من شهر سبتمبر أيلول، وثلاثة شتائية، وهي: الجدي والدلو والحوت، وابتداء الجدي من الانقلاب الشتوي، ويصادف اليوم الثالث والعشرين من شهر كانون أول ديسمبر، فتكون السنة الشمسية ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا وربع يوم، وهي مدة رجوع الشمس إلى النقطة التي فارقتها من تلك البروج، وكل برج ثلاثون درجةً، فمجموعها: (٣٦٠) ثلاث مئة وستون درجة، كل درجة بمقدار أربع دقائق، ومجموعها: أربع وعشرون ساعة، والشمس - كما مر - تقطع هذه البروج كلها مرة في السنة كل برج في شهر، وبها تتم دورة الفلك، ويقطعها القمر في ثمانية وعشرين يومًا وكسور، ومن أراد الخوض في هذا الباب.. فليراجع الكتب المدونة في فن الميقات.
وقد أقسم الله سبحانه بهذه الكواكب لما فيها من عجيب الصنعة، وباهر الحكمة، ولما فيها من مصالح ومنافع للناس في هذه الحياة، تدل على أن لها صانعًا حكيمًا مدبرًا إلا أنه يحثنا على البحث عن هذه العوالم؛ لنستدل بذلك على عظيم قدرته، وجليل حكمته.